[email protected]
مواجهات مرسي لا تنتهي، يتحدى جبهة الإنقاذ الوطني ويلوح بإمكانية متابعة رموزها أمام القضاء، ويعلن حربا رئاسية على شباب ثورة الخامس والعشرين الذين فتح تحقيقات قضائية مع البعض منهم، ويلوح بالمواجهة في وجه القضاة والإعلام.
هناك حقيقتان ثابتان حتى الآن في أداء الرئيس مرسي مدعوما بجماعة الإخوان المسلمين : من جهة تخبط في اتخاذ القرارات يمس بهيبة الدولة وشرعية المؤسسات، ومن جهة ثانية استنفاذ كل إمكانات المبادرة السياسية في تسوية أزمة الدولة المصرية، وانفتاح أكبر على احتمالات تصعيد الاحتقان السياسي.
تبعات الإنحباس المصري تتعدى الآفاق المجهولة للمواجهة بين أطراف الصراع السياسي، فالإقتصاد المصري مهدد بالإنهيار في ظل قدرة على الصمود قصيرة الأمد، والإنفجار الاجتماعي مع ما يتبعه من انفلات أمني يبدو واردا بالقوة والفعل.
في الواقع كانت جماعة الإخوان المسلمين مهيأة للأخذ بزمام السلطة بفعل تنظيمها القوي وانتشارها الجماهيري الواسع، لكنها لم تكن مهيأة لقيادة الدولة، لقد تفاجأت بسقوط نظام حسني مبارك، واحتفلت بالثورة موزعة وعود الحرية والعدالة والرفاه، لكنها لا تملك ما تضيفه للمستقبل المصري أكثر من ذلك.
باختصار شديد، أشعر أن مصر تسير نحو المجهول، نحو احتقان المجتمع وانهيار الدولة. وخوفي الكبير هو من أن تنتقل العدوى، مع تباينات في الأشكال والأسباب، إلى باقي بلدان “الربيع العربي” التي سقطت في أيدي التنظيم العالمي للإخوان المسلمين. حينها سيكون السؤال مؤلما: هل أخطأت الشعوب في اختياراتها؟ هل تمة من بديل مدني ديمقراطي للإنقاذ؟ أم أننا سنكون أمام ثورات أنجرت قفزة كاملة في الهواء لتستنجد بعودة العسكر ووصفات “الاستبداد المستنير”؟…إن أسئلة ومخاوف تغذي القلق وتحرض عليه.