يتواصل مسلسل الشد والجدب بين أعضاء من المعارضة وياسمين المغور، النائبة البرلمانية عن حزب التجمع الوطني للأحرار، بسبب التصريحات التي أدلت بها خلال استضافتها في برنامج “بدون لغة خشب”، على إذاعة “ميد راديو”، والتي اتهمت فيها المعارضة بـ”خدمة أجندة خارجية”.
وللمرة الثانية على التوالي، أثارت أحزاب من المعارضة بمجلس النواب، هذه الواقعة، ما أشعل مجددا الجلسة العمومية المخصصة للأسئلة الشفوية بمجلس النواب، اليوم الإثنين (9 دجنبر)، داعين إلى رفع الموضوع إلى لجنة الأخلاقيات.
اتهام المعارضة بالعمالة “خط أحمر”
وقال ادريس السنتيسي، رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، في نقطة نظام، أنه وفي سابقة خطيرة اتهمت احدى النائبات من الأغلبية، (في إشارة إلى ياسمين لمغور) أحد الأطراف بـ“العمالة” لصالح إحدى الدول، معتبرا أن اتهام المعارضة بالعمالة هو “خط أحمر”.
وذكر البرلماني بأنه “وبعيدا عن كل المزايدات، طالب فريقه في بداية الجلسة العمومية الأسبوعية للأسئلة الشفهية بمجلس النواب، ليوم الإثنين (2 دجنبر)، من رئاسة المجلس بإحالة الموضوع على مكتب المجلس من أجل معرفة الشخص أو الأشخاص الذين تحدثت عنهم البرلمانية ولهم علاقات مع دول أجنبية ضد مصالح المغرب، قصد اتخاد اجراءات معهم”.
وجدد السنتيسي تأكيده على ضرورة تقديم الأسماء التي تتحدث عنها البرلمانية، وليس الاعتذار على ماقالت، أو أن يعالج مكتب مجلس النواب بما يراه مناسبا، مضيفا “للأسف لم يتم رفع الموضوع إلى لجنة الأخلاقيات من أجل البث فيه واتخاد الاجراءات اللازمة”.
مضيعة لوقت البرلمان
وفي تفاعلها مع الواقعة، قالت لمغور في تدوينة على حسابه على الفايس بوك: “المثير للدهشة أن يُصر البعض على تحويل الجلسات البرلمانية إلى مسرح للمزايدات الفارغة، مستعرضين “حنكتهم”، التي ربما تعكس شيئا آخر غير الكفاءة، خاصة حين تترافق مع حجم كبير لا يوازيه سوى عقل صغير”.
وأضافت البرلمانية عن الحزب القائد للحكومة: “لعل أبرز ما يثير للسخرية، أن “حنكة” هذا الزميل من المعارضة (في تلميح إلى رئيس الفريق الحركي بمجلس النواب، إدريس السنتيسي)، تُقاس حرفيا بالمساحة التي يحتلها أكثر من الأفكار التي يقدمها، إذ لا يتناسب الحجم الكبير مع ضآلة الطرح وضيق الأفق”.
وأوضحت أن “ما يزيد الأمر سخرية، هو تكرار زميلنا “المحنك” لنفس النقاش الجلسات متتالية حول موضوع واضح، يعكس إما غياب الأولويات أو الرغبة في التشويش، وهو أمر لا يليق بمن يدعي الدفاع عن المصلحة الوطنية”.
واعتبر لمغور أن “هذا الإصرار في تحويل موقف واضح لا يقبل التأويل إلى مادة للمزايدة، يُعد مضيعة لوقت البرلمان والمواطنين الذين ينتظرون منا حلولاً حقيقية لمشاكلهم، وليس إثارة قضايا ثانوية تعكس ضعف الحجة وضيق الأفق”.
وقالت مخاطبة السنتيسي دون ذكره بالاسم: “لزميلي “المحنك” أقول، لن نسمح لأي كان أن يحاول تقييد حرية التعبير والرأي أو فرض رقابة على مواقفنا النابعة من قناعات صادقة. وإذا كان البعض يجد في النقاشات الهامشية ملاذا، فإننا في الأغلبية سنظل ملتزمين بالقضايا الجوهرية التي تهم المغاربة بعيدا عن الاستعراضات التي لا تسمن ولا تغني من جوع”.
