
[email protected]
الحمد لله أنه ليس في المواثيق الدولية ما يفرض على الدول تنظيم انتخابات لاختيار التشكيلات التي تمثلها في المحافل الدولية، خصوصا كرة القدم. والحمد لله أيضا أن الاستشارات الشعبية الخاصة بكرة القدم في المغرب تتم في المقاهي فحسب، فلو كان مفروضا على جامعة الكرة أن تستشير كل مغربي في أمر التشكيلة، برسمييها واحتياطييها، للزمنا قرن كامل لإرضاء الجميع، وقرن آخر للحسم في الخطة، وقرن ثالث لإحداث التغييرات في الشوط الثاني. وبهذا الشكل سنلعب مباراة كل أربعة قرون، دون الحديث عن الوقت الذي يتطلبه الحسم في المدرب، وقبل ذلك في القميص الذي يلعب به أسود الأطلس، إذا لم يحدث خلاف حول هذه التسمية فنلجأ إلى الاستفتاء للحسم.
الأمر في حالة كرة القدم لا يتعلق برأي عام له ملاحظاته ومطالبه وطموحاته وانتقاداته المشروعة. الأمر يكاد يتحول إلى ديكتاتورية رأي لا تطاق، ونادرا ما يلتزم المشاركون في هذه “الحرب” بشروط الحوار والتعبير عن الرأي ليتحولوا بسرعة رهيبة إلى سب وسب مضاد.
الأمر أحيانا يثير السخرية فحسب، لكنه في أحيان أخرى ينذر بتطرف كبير يثير المخاوف فعلا.
الله يجعلني نكون غالط.