• على لسان نائبة رئيس الوزراء.. سلوفينيا تعبر عن بالغ تقديرها لريادة جلالة الملك ودور المملكة كفاعل رئيسي في استقرار المنطقة
  • وزير الفلاحة: أنا ما كنعرفش الشناقة… والنقاش حول دعم استيراد الأغنام كانت فيه السياسة!
  • معرض الكتاب بالرباط.. رواق الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة يفتتح سلسلة اللقاءات والندوات
  • وزير الفلاحة: حنا عندنا الكبدة على المواطن… والغلاء كيكون حسب العرض والطلب وهادي مسألة عادية جدا
  • الوزير البواري: الفلاحة هي الضحية الأولى للجفاف بالمغرب… وهذه حقيقة “تصدير المياه”!
عاجل
السبت 21 مايو 2022 على الساعة 18:00

لأول مرة منذ 60 عاما.. حجاج يهود يشاركون في مراسم “هيلولة” في مكناس

لأول مرة منذ 60 عاما.. حجاج يهود يشاركون في مراسم “هيلولة” في مكناس

شارك عشرات من اليهود، هذا الأسبوع، في مراسم زيارة “الهيلولة” التقليدية في مدينة مكناس، وذلك للمرة الأولى منذ ستينات القرن الفائت، إثر عمليات ترميم للمقبرة اليهودية التاريخية في المنطقة.

وهي المرة الأولى التي يعود فيها الزوّار اليهود إلى هذه المدينة، وقد سكن اليهود المغرب منذ قرون، وتأتي بعد تطبيع العلاقات مع إسرائيل في دجنبر 2020.

العودة المنتظرة

ويقول الفرنسي المغربي أندريه ديرهي (86 عاما)، لفرانس برس، وهو يتمشى في محيط بيت حاييم (بيت الحياة بالعبرية) في مكناس، “لا أجد الكلمات للتعبير عما أشعر به. رائعة هي عودتي التي كانت جد منتظرة إلى مسقط رأسي إثر سنوات من الغياب”.


واستقبلت هذه المقبرة القديمة المتواجدة في الحيّ اليهودي “الملّاح” في مكناس، يوم الأربعاء (18 ماي)، ولأول مرة منذ العام 1960، حجاجا يهودا غالبيتهم من أصول مغربية جاؤوا للاحتفال “بالصّدّيقين” تحت رقابة أمنية كبيرة.

ويقول الحاخام الشاب الإسرائيلي من أصول مغربية نضام (31 عاما)، والذي يزور المكان لأول مرة في حياته: “أفتخر بالمجيء إلى مكناس حيث يرقد أسلافي”.

أكبر طائفة يهودية في شمال إفريقيا

وأقيمت هذه المقبرة في العام 1682 ثم تداعت وكانت في إطار برنامج إعادة ترميم لأكثر من 160 مقبرة يهودية في المغرب، بدأها الملك محمد السادس في العام 2010.

ويقارب عدد الطائفة اليهودية في المغرب اليوم 3 آلاف شخص، وهي الأكبر في منطقة شمال أفريقيا، بالرغم من هجرة كبيرة إلى إسرائيل منذ العام 1948. ويعيش في إسرائيل حوالي 700 ألف يهودي من أصول مغربية.

وتواجدت هذه الطائفة منذ القديم في المغرب، وتعززت منذ القرن الخامس عشر بعد طرد اليهود من اسبانيا، وناهز عددهم 250 ألف شخص نهاية العام 1940.

وإثر استئناف العلاقات بين المغرب وإسرائيل سمح بعودة السيّاح اليهود إلى المملكة.

المغرب رمز للتعايش الديني

ويطوف مئات من الزائرين يحملون الشموع بين أيديهم بالقرب من القبور المطلية بالجير الأبيض في مدينة مكناس. ويؤدي البعض صلاة أمام لوحة الحاخام رافييل بيردوغو “أستاذ التوراة” والذي توفي في العام 1821.

ويقول الأمين العام لمجلس الطائفة اليهودية في المغرب، سيرج بيردوغو، إن “هذا التجمّع دليل على أنه يمكن أن نجعل من الآثار مكانا للاحتفال بذاكرة اليهود في المغرب”.

ويعتبر يوسف إسرائيل، وهو قاض يتحدر من مدينة تطوان، أن “المغرب كان دائما رمزا للتعايش الديني”.

ويؤكد الحاخام نظام أنه قبل استئناف العلاقات كانت المملكة المغربية تستقبل كل عام ما بين خمسين وسبعين ألفا من السيّاح اليهود يأتي غالبيتهم من إسرائيل.

ومن المرتقب أن يستقبل المغرب نحو 200 ألف سائح بعد إحداث خطوط جوّية مباشرة بين البلدين.

تجربة مؤثرة


وولد جيل بيردوغو الإسرائيلي من أصول مغربية في مكناس، ويستفيد من الزيارة للعودة لأول مرة إلى المغرب، التي غادرها في العام 1970 في سنّ الحادية عشرة.

ويقول متفقد التعليم الوطني الإسرائيلي مصحوبا بزوجته وأطفاله الستة: “عدت إلى حيّنا مغمض العينين. وعادت إلي كل الذكريات وكأني لم أغادر البلاد”.

ويضيف: “التجربة مؤثرة، وخصوصا بالنسبة لأبنائه الذين قدموا لأول مرّة إلى المغرب”.

ويورد ابنه أفيخاي (30 عاما) مبتسما: “نشأنا مع حكايات أبينا ويبدو الأمر كأننا عثرنا على القطعة الناقصة من اللغز”.

ويحيي جيل بيردوغو المغرب على “العمل الاستثنائي للحفاظ على الذاكرة”، قبل أن يضيف دامعا “هذه الرحلة بمثابة رمز كبير لأبنائي لا مثيل له”.