
أكثر من أربعة أسابيع مرت على قرار (أو عدم قرار) حزب الاستقلال الانسحاب من الحكومة. ما زلنا ننتظر.
قريبون من أربعينية الانسحاب، أو أربعينية الأزمة، أو أربعينية انتظار الفرج، أو أربعينية انتظار القضاء والقدر… إنما كأنما مريضنا مع عندو باس. البعض ينتظر تحكيما. والبعض يراهن على الوقت. والبعض ينتظر وفقط.
إننا فعلا استثناء.
في كل محطة نثبت أن الاستثناء المغربي أمر واقع لا ينكره إلا الجاحدون أو الفاشلون أو الباحثون عن خزيت، ومن جاورهم من هنا وهناك.
في السراء نحن استثناء، وفي الضراء نحن استثناء، وفي الشدة استثناء، وفي الفرح استثناء، وفي الربيع استثناء، وفي خريفه وصيفه وشتائه استثناء… ونسير على هذا النهج، والمنوال، والطريق، إلى أن يتبرأ منا الاستثناء… وهذا في حد ذاته استثناء.
نحن استثناء، وبالاستثناء وحده يمكن أن نفسر كيف لحكومة، أطرافها مقطعة، أن تسير شؤون المغرب والمغاربة.
نحن استثناء، وبالاستثناء وحده يمكن أن نفهم كيف لأحزاب تتطاحن في المهرجانات الخطابية لكنها تلتقي في صباح اليوم الموالي في مجلس حكومي سمنا على عسل.
نحن استثناء، وبالاستثناء وحده يمكن أن نفسر أن مجموعة وزراء مع رئيس الحكومة في الحكومة، ومع الأمين العام للحزب في الحزب.
نحن استثناء، وبالاستثناء وحده يمكن أن نفسر كيف يمكن أن يكون الوزير وزيرا ومنسحبا، ومؤيدا ومعارضا.
نحن استثناء، وبالاستثناء وحده يمكن أن نفسر كيف لبرلماني أن يكون في الأغلبية وفي المعارضة وبين بين.
نحن استثناء، وبالاستثناء وحده يمكن أن نفسر كيف أننا مسالمون للغاية مع الأزمة، حتى أن الأزمة صارت تشعر بالخجل بيننا، وقد تقرر في لحظة، أو صحوة ضمير منها، أن تغادر، لأن اللي فينا يكفينا.
إنا استثناء في كل شيء… استثناء حتى في الاستثناء.