• رسميا.. نادي الدحيل القطري يعلن رحيل حكيم زياش
  • بحضور هلال.. الأمين العام الأممي يكرم جنديا من القوات المسلحة الملكية بذل حياته ضمن قوات حفظ السلام
  • أخنوش: نعمل بعزم لتنزيل المشاريع وفقا للتوجيهات الملكية… والأغلبية الحكومية منسجمة ومتضامنة
  • بالصور من إسبانيا.. وفد من البحرية الملكية يحضر حفل تعويم دورية أعالي البحار
  • بالصور.. وفد حزب التقدم والاشتراكية يختتم زيارته الرسمية إلى كوبا
عاجل
الجمعة 30 مايو 2025 على الساعة 16:30

في حضرة الكتاب والذاكرة.. الدار البيضاء تستقبل محمد رونق قيدوم أساتذة الفلسفة (صور)

في حضرة الكتاب والذاكرة.. الدار البيضاء تستقبل محمد رونق قيدوم أساتذة الفلسفة (صور)

استقبلت كلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك في الدار البيضاء، أمس الخميس (29 ماي) 2025، الأستاذ والباحث محمد رونق، أحد أقدمِ الوجوه الفلسفية في المغرب، بمبادرةٍ من مختبر لوكوس للتواصل والفلسفة – قطب الفلسفة، في حدثٍ بقدر ما هو فلسفي، بقدر ما هو إنساني، يفتح نافذة صغيرة على ما يمكن أن تكون عليه الجامعة المغربية: بيتًا للفكر، لا مجرد إدارة للمعارف.

ولم يحمل قيدم أساتذة الفلسفة محمد رونق معه، ذكريات عقودٍ من الدرس والتأمل فقط، بل جاءَ وهو يحمل معه هبةً ثقافية، عبارة عن مجموعة كتبٍ فلسفية تجمع بين النادر والأساسي في المتونِ الفلسفة، وتختزن بين صفحاتها تاريخًا فكريًا.

ولم تكن الزيارة فِعلاً عابرًا أو بروتوكوليًا رسمياً، بل لحظةً تحمل الكثير من الرمزية بأهمية الجذور التي تتغذى منها الفلسفة داخل الجامعة المغربية، فالكتب التي قدمها الأستاذ رونق، تتراوح بين المتون التأسيسية من الفلسفة الكلاسيكية، مرورًا بنصوص الحداثة، وصولًا إلى الفلسفة المعاصرة، ناهيك عن قراءات وشروحات فرنكوفونية وأنجلوساكسونية، ومراجع دقيقة في فلسفة اللغة والمناهج المعرفية.

وكان في الاستقبال، كل من الأساتِذة، ذ.عبد الفتاح لكرد، محافظ خزانة الكلية، وذ.عبد اللطيف فتح الدين، نائب مدير مختبر الفلسفة، إلى جانب ذ.يوسف السفري، نائب العميدة في الشؤون البيداغوجية.
ورافق الأستاذَ محمد رونق في هذه الزيارة رفيقُ دربه وأحد المربين الكبار عبد الله ورد، أستاذ ومفتش سابق للفلسفة بأكاديمية الدار البيضاء، وقد قُدمت له شهادة شكر وامتنان، اعترافًا بعطائه الذي لا يشيخ.

وفي تصريح بالمناسبة، أكد عبد اللطيف فتح الدين، نائب مدير مختبر الفلسفة، لموقع “كيفاش” أن الأستاذ محمد رونق لم يكن يومًا مجرّد ناقل للمعرفة، بل كان صانعًا لها، ومربيًا للأفكار قبل العقول، رجلٌ نحت مساره الفلسفي بصبر الحكماء، وآمن دومًا أن الجامعة ليست مجرد مؤسّسة تعليمية، بل بيتٌ للمعنى، وفضاءٌ لمساءلة العالم”.

وتابع، أن قيدوم أساتذة الفلسفة محمد رونق، جسّدَ، بما حمله من تجربة فريدة بين القاهرة والدار البيضاء، وبما تملكه من مكتبة شخصية نادرة، فكرة “الأستاذ-الراهب” للفكر، ذاك الذي لا يتعامل مع الكتاب كأداة تلقين، بل ككائن حي، له نبضٌ وسيرورة، ويجب أن يُتقاسم لا أن يُحتكر، مشيرا إلى أنّ هذه الهبة الرمزية التي قدّمها لخزانة الكلية، هي فعلُ وفاءٍ للمعرفة، وللجامعة، وللتاريخ.

ويؤكد الساهرون على مختبر لوكوس للتواصل والفلسفة – قطب الفلسفة، أن هذه الزيارة هي لحظة استثنائية، تذكّرنا بأن ما يخلّد الإنسان ليس ما يملكه، بل ما يتركه خلفه من أثر.
وترك محمد رونق، في هذه الخطوة، إرثًا مركبًا من الذاكرة والعطاء، سيكون حتماً وقودًا لجيل جديد من الطلبة الباحثين، الذين سيجدون في رفوف المكتبة ما يعينهم على البحث والدراسة.