• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 01 ديسمبر 2016 على الساعة 11:06

غيّروا هذا الشعب لترتاحوا!!

غيّروا هذا الشعب لترتاحوا!! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

طفح الكيل بِكُم أكيد، وبلغ السيل عندكم الزبى. تحمّلتمونا ما يكفي من الوقت، وبذلتم معنا ما يكفي من الجهد، ولا شيء فينا تغيّر ولا بدّلتم فينا تبديلا.
أعصيّاء نحن عن التغيّر، فقد حاولتم معنا وحاولتم، بلا جدوى. صبرتم وصبرتم، ولم نزِد غير جحود، نأكل غِلالكم ونسب مِللكم، في السر وفي العلن، بمناسبة أو بدون.
جرّبتم معنا الوصفات كلها و”المقادير” كلها، وقدمتم التنازلات كلها، وغضضتم الطرف عن عوراتنا وعن عيوبنا كلها، وقبلتم بنا شعبا مَعتوها ناقص عقل وزِين.
ضحّيتم وضحّيتم تعبيرا عن حسن النية، لكننا ما زلنا، كما كنا منذ عقود، منذ عرفتمونا، مجرد جماعة من “كحل الرّاس”، لا نشفق ولا نحنّ ولا نرأف ولا نراعي، متطلبون شرِهون لا يرضينا المستحيل.
أنانيون جدا نحن، فبِئسنا من شعب لا يعي قيمة من يَطلب وده مرة كل خمس سنين، يُضحي من أجل سواد عيونه ولا ينتظر جزاء ولا شكورا.
عدوانيون نحن للغاية. شعب معقّد. نمسح مآسي البلد فيكم، ونُحَمّل وزراءَنا أوزارنا. نتكاثر وننتظر منكم مقاعد في المدارس، نجوع وننتظر أن تُشبعونا، نمرض وننتظر أن تعالجونا، نسافر وننتظر منكم “الزفت” على طرقاتنا…
طماعون نحن بلا حدود، وأنتم الذين تَشقون لنهنأ، وتَتعبون لنرتاح، وتكدّون لنكون الأفضل، لكننا ناكرو جميل بامتياز، وليس بيننا عاقل ينبهنا إلى أننا نُجرم في حقكم ببشاعة لا تضاهى.
إن مسّنا جفاف قلنا أنتم السبب، وإن ضربنا فيضان قلنا أنتم السبب، وإن أصابتنا أي مصيبة قلنا أنتم السبب. إن ساء تعليمنا قلنا أنتم، وإن ساءت صحتنا قلنا أنتم، وإن ارتفع ثمن العدس والبصل والبيض قلنا أنتم، كأنما أنتم تجار خضر بالجملة وليس نخبة سياسة تشرب نخب الديمقراطية على طريقتها.
نمسح فيكم عبث السياسة، ونَحن العبث. شعب متعِب، لا يستحقكم، فنحن لم نستوعب بعد أنكم هدية من السماء، أنكم مثل الصحة تاج على رؤوس الأصحاء لا يراه غير المرضى. ولأننا أصحّاء، بفضلكم، لا نتبه.
لنعرف قيمتكم جرّبوا فقط أن تهجرونا في… المقاعد وفي الحقائب وفي المناصب. من ذا الذي سيرضى، دونكم، أن يكون وزيرا في حكومة تقود شعبا مثلنا؟
تدخلون الحكومة من أجلنا فلا نرضى. تتجاوزون خلافتكم لأجلنا فلا نرضى. تنسون برامجكم لأجلنا فلا نرضى. تجعلون أحزابكم كلها حزبا واحدا فلا نرضى. تغيرون قواعد السياسة فلا نرضى. تحولون اليسار يمينا، وتجعلون اليمين يسارا، وتصنعون من الوردة ميزانا ومن الميزان مصباحا ومن الكتاب حمامة ومن الحمامة فرسا… فلا نرضى. تحولون منطق الانتخابات فلا نرضى. تجعلون الرابح خاسرا والخاسر رابحا فلا نرضى. تجربون، في سابقة كونية، أن تصير الانتخابات وسيلة لاختيار المعارضة عوض الحكومة فلا نرضى. لا شيء يرضينا. العيب فينا إذن. نحن نقطة ضعفكم. نحن الشوكة التي تدمي أقدامكم. بنا لن تتطوروا أبدا.
جربوا أن تقاطعوا الانتخابات، واتركونا نواجه مصيرنا المجهول أمام اللوائح الفارغة. وجربوا أن تستقيلوا من أحزابكم، واتركونا نسير مثل قطيع بهائم لا من يؤطرنا. وجربوا أيضا أن “تتمنعوا” أمام الاستوزار واتركونا بلا حكومة. جربوا فقط، فحين نفتقدكم سنستوعب أنكم حصننا الحصين.
جربوا أن تعاقبونا لنفهم أننا لا شيء بدونكم، فإن لم ينفع العقاب غيّرونا… غيروا هذا الشعب.. غيّروه قبل فوات الأوان.

#مجرد_تدوينة