سارع المكتب المديري لنادي الرجاء الرياضي إلى الاحتجاج على بعض القرارات التحكيمية التي تخللت الديربي الأخير أمام الغريم التقليدي الوداد الرياضي، واصفا إياها بـ”المجازر التحكيمية”، متجاهلا، في المقابل، “المجازر” التي اقترفها بعض أنصار الفريق في حق رجال الأمن ظلما وعدوانا.
ومرت أحداث الشغب التي وقعت على هامش الديربي، والتي وثقتها مقاطع فيديو انتشرت على نطاق واسع على موقع الفايس بوك، وكأنها لم تكن، في وقت كان من واجب مسيري الفريق الأخضر التعبير عن تنديدهم واستنكارهم لما تعرضت له عناصر أمنية خلال تأمينها محيط الملعب الذي احتضن المقابلة، من اعتداءات من قبل محسوبين على أنصار الفريق، وحث الأنصار على الالتزام بالروح الرياضية، خاصة مع تواتر حالات الشغب، وتعالي الأصوات المطالبة بمنع تنقل الجماهير أو حتى بإجراء المقابلات بدون جمهور.
وأمام العنف الذي مارسه محسوبون على أنصار الفريق الأخضر، واصل المكتب المسير للنادي، وعلى رأسه عزيز البدراوي، تجييش الجماهير بطريقته، من خلال ترديد أسطوانة المؤامرة، وتحميل جهات مجهولة مسؤولية الأوضاع التي يعيشها الفريق، دون التجرؤ على مقاربة موضوع الشغب الذي يرتكبه بعض أنصار الفريق، أو التبرؤ منهم.
ومما أثار الاستغراب ألا يكلف المكتب المسير للفريق الأخضر، خلال اجتماعه الأخير، عناء الإشارة إلى أعمال الشغب الكروي التي تمس البيضاويين، ومواطني مدن أخرى، وتهدد سلامتهم وممتلكاتهم، وتسيء إلى كرة القدم المغربية.
وما يعيشه اليوم فريق الرجاء الرياضي، وهو للتذكير من أعرق الفرق الوطنية قبل أن يصبح بين أيادي شعبوية، يعكس سوء التدبير الذي يتخبط فيه “الخضر”.
وعوض أن ينصب اهتمام رئيس النادي على تطوير الفريق وانتشاله من أزمته الراهنة، يلجأ، كعادته، إلى أسلوب الشعبوية والتباكي، ليدراي على أخطائه وفشله في التسيير، والالتزام بوعوده.
وحسب مراقبين للشأن الرياضي، ليس أمام البدراوي، اليوم، وغيره من رؤساء الفرق ممن هم على شاكلته، سوى العمل على إصلاح ما يمكن إصلاحه وتدارك العثرات و”يشمرو على ذارعهم ويباليو بالفراقي ديالهم، ولا يضرقوا كمامرهم”.