• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 27 أكتوبر 2019 على الساعة 23:00

عهر سياسي/ استهداف عمدي للوطن/ تصرفات جبانة لاستدامة الاحتقان.. حرق العلم الوطني يشعل موجة غضب على الفايس بوك

عهر سياسي/ استهداف عمدي للوطن/ تصرفات جبانة لاستدامة الاحتقان.. حرق العلم الوطني يشعل موجة غضب على الفايس بوك

نوبة غضب وموجه استياء عارم احتاجت مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب عقب إقدام نسطاء على إحراق العلم المغربي، أمس السبت (26 أكتوبر)، في مسيرة نظموها في باريس، “تضامنا مع معتقلي احتجاجات الحسيمة”.

السلوك الذي اقترفه هؤلاء رأى فيه نشطاء حقوقيون وسياسيون مغاربة جريمة سياسية ونذالة، ولن يساهم سوى في صب مزيد من الزيت في قضية معتقلي الحسيمة.

عهر سياسي وفعل مدان

واعتبر عبد السلام بوطيب، الفاعل الحقوقي ورئيس مركز “الذاكرة المشتركة للديمقراطية والسلم”، أن “حرق علم البلد عهر سياسي، ودنائة ما بعدها دنائة”، مضيفا في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، “عاش الوطن ولا عاش من خان  علمه ورموزه ومقدساته.. النضال تربية وحب قبل كل شي. قبح الله الوهم”.

ودون عادل بنحمزة، الباحث في القانون الدستوري والعلوم السياسية، والقيادي في حزب الاستقلال، “الذين حرقوا العلم الوطني لا علاقة لهم لا بالريف ولا بالمغرب.. فعل مدان بالمطلق”.

استهداف عمدي ومخطط له للوطن ولوحدته

وكتب الحقوقي صلاح الوديع، رئيس حركة “ضمير”، وعضو “المبادرة المدنية من أجل الريف”، “الذين أحرقوا العلم المغربي إن كانوا أجانب فقد أحرقوا قلوبنا معه، وإن كانوا مغاربة فقد أحرقوا جلودهم معه، لكن مهما يكن هؤلاء إياهم أن يعتقدوا أنهم أصابونا في مقتل على ضفاف السوشل ميديا السهلة التحدي والبخسة الثمن”.

وأضاف في تدوينة على حسابه على الفايس بوك: “لسنا ندعي أننا أصدق من أحب وطنه، ولسنا ندعي أننا أشجع من هفا إلى ضفاف الكونية، لكن هذه البلاد تسكننا بلا استئذان منذ زمان، وقطعة القماش الحمراء تلك تلخص ما نحن، هنا والآن… ومن كان له رأي آخر في الأمر، ومهما كانت تبريراته، فلينشره على صفحته. رجاء. لا على صفحتي. حتى نظل أصدقاء… شكرا مسبقا”.

واعتبرت حنان رحاب، البرلمانية عن حزب الاتحاد الاشتراكي، أنه “تحت أي ظرف وأي مبرر وأي عذر، فإن حرق العلم الوطني والدوس عليه بالأرجل، لا يمكن تصنيفه إلا في خانة الخيانة والتوطؤ الدنيء ضد الوطن ووحدته”، موضحة أن ما قامت به “مجموعة من المحسوبين على الريف اليوم  في باريس، من حرق للعلم الوطني وتمريغه في التراب، دليل واضح على الاستهداف العمدي والمخطط له، للوطن ولوحدته واستقراره”.

وأضافت رحاب في تدوينتها التي أرفقتها بهاشتاغ حمل وسم “#حرق_العلم_الوطني_جريمة”، “الريف هو جزء لا يتجزء من المغرب، وهو تاريخ مشترك للمغاربة أجمعين، وما تم اليوم القيام به في حق الوطن، يتوجب على الجميع جراءه أن يكون واضحا في مواقفه وفي انتمائه لهذا الوطن”.

وتابعت: “هذا الغل والحقد المعبر عنه في باريس اليوم اتجاه بلدنا، من حفنة من “المحسوبين” على الريف، يجب أن يكون حافزا لبعض المناضلين الشرفاء داخل الريف المغربي بأن يقطعوا بشكل مباشر مع التردد والالتباس الذي ساد علاقتهم مؤخرا مع الوطن، فالتخلي عن الجنسية المغربية وعن روابط الاجماع الوطني، لن يزيد هذه العلاقة إلا لبسا، ولن يدفع إلا في إطار تزكية صورة الانفصال التي بدأت تطغى على الفعل السياسي والمجتمعي لهؤلاء”.

تصرفات جبانة من من جيش من الحقودين

أما الصحافي محمد أحداد، ابن مدينة الحسيمة، فقال إن “الذين أحرقوا العلم المغربي في باريس لم يحرقوا العلم فقط، بل أحرقوا كل مبادرة نبيلة لطي ملف مؤلم للدولة وللمنطقة، لقد أحرقوا كل صوت عاقل كان يريد نزع الفتيل قبل أن نتورط جميعا، لقد كانوا لوبي يستحوذون على الساحة ويؤججون ويحرضون على العنف، ويحملون أكثر الرؤى تطرفا”.

واسترسل أحداد: “لو كانوا يتوفرون على مشروع سياسي لقلنا ذلك من حقهم، لكنهم على العكس من ذلك: إنهم جيش من الحقودين يخلطون بين النضال وبين الحقد الأعمى وبين الالتزام بالقيم والطائفية القبلية، يخونون، يعدمون الأشخاص والإطارات على وسائل التواصل الاجتماعي، وينبشون في أعراض كل مختلف قال: لا، إن هذا منكر. لكن لم سيطر هؤلاء وأصبح صوتهم طاغيا: لأننا نحن أيضا جبناء، ولم نمتلك الشجاعة الكافية لمواجهتهم: هناك من هرب خوفا من التشهير وهناك من جبن وهناك من حاول تبرير أفعالهم بطريقة فيها الكثير من التلبيس والنفاق والخسة”.

وأضاف أحداد، في تدوينة على حسابه على الفايس بوك، “حينما كنت أكتب هنا على الفايس بوك، وأحرق دمي وأعصابي بأن هؤلاء جبناء ولا يستحقون الاختلاف، تعرضت لأبشع أنواع الهجوم ومع ذلك تحملت، إنها تصرفات جبانة، لا تمت بصلة لا بالريف ولا بأهله ولا بأي شيء”.

أفعال صغيرة لاستدامة الاحتقان

ودونت البرلمانية عن حزب العدالة والتنمية، أمينة ماء العينين، منتقدة هذا السلوك، “كل النضالات وكل الآلام وكل الاجتهادات هي لأجل الوطن، هذا الوطن الذي لا يملكه أحد، لأنه يملكنا جميعا، فلماذا الإساءة إليه ولرموزه الجامعة الموحدة؟ لماذا يحرق علمه وإقحام ذلك فيما يمكن اعتباره زورا وتضليلا “نضالا” لأجل قضية نبيلة؟”.

وقالت ماء العينين: “أنا واثقة أن الذين يقومون بمثل هذه الأفعال الصغيرة إنما يسعون إلى استدامة الاحتقان، ويعرقلون كل المساعي الإنسانية والسياسية والحقوقية التي تحاول أن تجد صيغة لطي ملف معتقلي حراك الريف للإفراج عن الشباب خدمة للوطن وصورته، ورحمة بالعائلات والشباب والأطفال ووقفا للمعاناة، بمنطق مستوعب ومتجاوز مهما كانت الأخطاء”.

وأضافت أن “النضال يحتاج إلى نضج ونية صادقة وروح وطنية تعرف معنى الوطن، ونزعة إنسانية لا تستثمر في معاناة الناس ولا تذكي روح الانتقام ولا تقدم مبررات لمن يقاوم ضد تصفية هذا الملف الذي آلم المغاربة وخدش صورة بلدهم وأنهك المناضلين الصادقين”.