تنظم المديرية العامة للأمن الوطني هذه السنة النسخة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة، خلال الفترة الممتدة من 17 إلى 21 ماي الجاري، بفضاء مركز المعارض محمد السادس بمدينة الجديدة، تحت شعار “فخورون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد”.
حفل الافتتاح
وحرصت المديرية العامة على أن يتزامن الافتتاح الرسمي لهذه التظاهرة مع تخليد الذكرى 69 لتأسيس الأمن الوطني، وهي المناسبة التي تميزت بإقامة حفل رسمي بالفضاء المعد لتظاهرة أيام الأبواب المفتوحة بمدينة الجديدة، إلى جانب كبار الشخصيات المدنية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية المغربية، وفود تمثل أجهزة الأمن والاستخبارات الداخلية بمجموعة من الدول الشقيقة وممثلي منظمات دولية تعنى بالتعاون الأمني الدولي.
وبهذه المناسبة، استضافت المديرية العامة للأمن الوطني خلال احتفالات ذكرى تأسيسها السنوية معالي الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب الدكتور محمد بن علي كومان، ومعالي رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية أنتربولالدكتور أحمد ناصر الريسي، ومعالي رئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبد المجيد بن عبد الله البنيان، وأمين المجلس الأعلى للجامعة الدكتور خالد بن عبد العزيز الحرفش.
كما تشرفت المديرية العامة للأمن الوطني بمشاركتها هذه الاحتفالات من قبل المدير العام للشرطة الوطنية الإسبانية، والمفوض العام للاستعلامات بالمملكة الإسبانية واللواء المسؤول عن الاستعلامات بالحرس المدني الإسباني، ومديرة التعاون الدولي الأمني بوزارة الداخلية الفرنسية.
كما شارك في هذه الاحتفالات، ضيفا على المديرية العامة للأمن الوطني، مجموعة من ممثلي قادة الشرطة والاستخبارات في الدول الشقيقة والصديقة، ونَخُص بالذكر اللواء ممثل المديرية العامة لمكافحة المخدرات بالمملكة العربية السعودية واللواء ممثل القائد العام لشرطة أبو ظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة.
وإلى جانب هذه الشخصيات الرسمية المدنية والعسكرية المغربية والأجنبية، تميز الحفل بحضور وازن لممثلي المؤسسات شبه العمومية والمقاولات الخاصة، التي ساهمت على مدار السنوات ماديا وتنظيميا في دعم تنظيم مبادرة أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني المواطنة، إلى جانب ممثلي الإعلام العمومي والخاص بمختلف أنواعه وتخصصاته، وكذا عدد من متقاعدي المؤسسة الأمنية الذي قدموا على مدار سنوات مهامهم الشرطية خدمات جليلة لخدمة أمن الوطن والمواطنين.
دمج المهارات الشرطية والتكنولوجيا
وتميز هذا الحفل ببرنامج متنوع، انطلق باستقبال كبار ضيوف قطب المديرية العامة للأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني من قبل الفصيلة الشرفية للأمن الوطني، قبل أن ينتقل الحضور لإجراء جولة بفضاء أيام الأبواب المفتوحة تلتها عروض شرفية قدمتها فرق خيالة الشرطة وفرق الكلاب المدربة للشرطة، ثم انتقل الحضور الكبير إلى المنصة الرسمية التي استقبلت هذه السنة حوالي 550 ضيفا من مختلف القطاعات الحكومية والسلطات القضائية والعسكرية والقطاع الخاص وممثلي المجتمع المدني والإعلام ، الذين لبوا دعوة المديرية العامة للأمن الوطني لهذا الحفل السنوي الجامع.
وانطلق هذا الحفل بكلمة للمديرية العامة للأمن الوطني، ألقاها عميد الشرطة الإقليمي رضا اشبوح، استعرض فيها دلالات تخليد الذكرى 69 لتأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، قبل استعراض غايات وأهداف تنظيم الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، باعتبارها مبادرة مواطنة، تروم تعزيز الانفتاح المرفقي والتواصل المؤسساتي مع المواطنات والمواطنين، تلتها كلمات كل من رئيس المنظمة الدولية للشرطة الجنائية والأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب، نوهت بمكانة المغرب ضمن منظومة التعاون الأمني الدولي.
واستهل الحفل باستعراض كبير لمختلف فرق ووحدات الشرطة من مختلف التخصصات، يتقدمهم حملة الأعلام وفصيلة فوج عمداء وضباط الشرطة بالمعهد الملكي للشرطة، تلتها مجموعة من الفصائل التابعة للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني، ومن بينها الهيئة الحضرية وفرق السير والجولان وفرقة مكافحة العصاباتوالمحافظة على النظام والقوات الخاصة، حيث تم أيضا خلال هذا الاستعراض تقديم مختلف مركبات الشرطة وآليات التدخل والحماية والعمليات الخاصة، خصوصا تلك المختصة بتفكيك المتفجرات ومراكز القيادة المتنقلة وآليات مكافحة الشغب ومركبات التدخل والخفر ودوريات الشرطة.
ولأول مرة، شهد الاستعراض السنوي بمناسبة ذكرى تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني، عرض جميع السيارات التابعة للشرطة، والتي تحمل الهوية البصرية الجديدة التي تتضمن اللغة الأمازيغية إلى جانب العربية والفرنسية، وذلك في إطار بلورة شراكة مع الوزارة المكلفة بالانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، تهدف إلى إدماج المكون الأمازيغي بشكل كامل على جميع عربات الأمن الوطني.
منظومة ذكاء اصطناعي في خدمة أمن الوطن والمواطنين
وتميز هذا الحفل، بعرض النموذج الأول من الدورية الذكية “أمان”، وهي عبارة عن سيارة دورية ذكية جرى تطويرها بشكل كامل من قبل الفرق الهندسية والتقنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، تم تزويدها بمنظومة متكاملة للمراقبة البصرية بالكاميرات بزاوية 360 درجة، وهي المنظومة التي تم ربطها بتطبيقات القراءة الآلية للوحات ترقيم السيارات والتعرف على الأشخاص عن طريق تقنية « la reconnaissance faciale ».
وتتميز هذه الدورية الذكية بقدرتها العالية على التحقق البصري من المركبات والأشخاص أثناء تجولها بالشارع العام، باستعمال منظومات مبنية على أساس نماذج للذكاء الاصطناعي، جرى تطويرها بشكل كامل من قبل مهندسي وتقنيي المديرية العامة للأمن الوطني، معادماجها وربطها بشكل آني مع قاعات القيادة والتنسيق والوحدات الشرطية الميدانية والمتنقلة.
وتمتلك هذه السيارة المطورة بقدرات محلية كفاءة عالية في قراءة بصمة الوجه، كما يمكنها التعرف على المركبات المطلوبة، بالإضافة إلى امتلاكها نظاماً فائقاً في الاتصال والبث المباشر مع غرفة عمليات القيادة، حيث تنفرد هذه الدورية بعرض عدة أنظمة أمنية ذكية في شاشة كبرى تضيء مقصورتها الداخلية، ويمكن للدورية الأمنية المتطورة في المستقبل أن تلعب دورا محوريا في العمليات الأمنية الميدانية، من قبيل تنظيم حركية السير والجولان والتعامل مع بعض مظاهر الجريمة والانحراف.
للإشارة، فمن المنتظر أن يتم الشروع في الأمد المنظور في تعميم هذه المركبات الذكية على كافة ولايات الأمن على الصعيد الوطني، وذلك فور انتهاء مرحلة التطوير الأولي التي دخلت أشواطها الأخيرة، حتى تستطيع هذه الدوريات لعب دورها في توفير خدمات أمنية متكاملة، تجمع بين التكنولوجيا المتقدمة والقرب من المواطنين، خصوصا وبلادنا مقبلة على تنظيم العديد من التظاهرات ذات الإشعاع الدولي، من قبيل الدورة الثالثة والتسعين للجمعية العامة للأنتربولوكأس أمم إفريقيا لكرة القدم، وكأس العالم 2030 بشراكة مع اسبانيا والبرتغال.
محتويات رقمية وعروض محاكاة احترافية
كما شمل الحفل عرض مجموعة من الأفلام المؤسساتية التي أنتجتها المديرية العامة للأمن الوطني، وتضمنت لمحة موجزة عن تاريخ الدوريات المحمولة للشرطة،منذ تأسيس المديرية العامة للأمن الوطني في 16 ماي 1956 إلى غاية اليوم والوصول إلى تطوير الدوريات الذكية، فضلا عن عرض فيلم تسجيلي عن تطور البطاقة الوطنية للتعريف الإلكترونية من مجرد سند للتعريف والتجول إلى أن أضحت هذه الوثيقة بوابة للخدمات الرقمية، وكذا فيلم يتضمن مشاهد محاكاة وأخرى حقيقية لتدخل فرق القوات الخاصة التابعة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني من أجل تفكيك الخليتين الإرهابيتين بكل من منطقة حد السوالم ومنطقة تامسنا وعدة مدن مغربية، وشريط رابع يقدم لمحة موجزة عن مستوى تقدم الأشغال في المقر الجديد للمديرية العامة للأمن الوطني، الذي يعتبر صرحا سياديا يوفر ظروف عمل نموذجية لفائدة المصالح المركزية للمديرية العامة للأمن الوطني.
وقد تواصل هذا الحفل بقيام الأمين العام لمجلس وزراء الداخلية العرب ورئيس جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بتوشيح المدير العام للأمن الوطني ولمراقبة التراب الوطني عبد اللطيف حموشي، بوسام الأمير نايف للأمن العربي من الدرجة الأولى والدرع الخاص به، والذي يمنح للشخصيات الأمنية القيادية التي كان لها دور مهم وإسهام متميز في ضمان الأمن والاستقرار على المستوى العربي، تقديرا للدور الذي يلعبه في تعزيز العمل العربي المشترك في مجال التعاون الأمني.
وإلى جانب هذه العروض السمعية البصرية، تضمّن الحفل عروضا حيّة قدمتها مختلف وحدات وفرق الشرطة، من بينها عرض الفرقة الرياضية التابعة للمعهد الملكي للشرطة، والتي قدمت لوحة تعكس الجاهزية البدنية والذهنية لموظفي الشرطة المتدربين، وعروض لحملة السلاح مرفوقين بالفرقة الموسيقية، وعرضا مشتركا لفرقة الدراجيينوفرق الخيالة.
وقد تواصل هذا الحفل بتوشيح 11 من موظفي الشرطة العاملين والمتقاعدين، والذين أنعم عليهم الجناب الشريف، أسماه الله وأعز أمره، بأوسمة ملكية سامية، من بينهم ستة موشحين بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الممتازة واثنين موشحين بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الأولى وثلاثة موشحين بوسام الاستحقاق الوطني من الدرجة الثانية، قبل أن يتم اختتام الحفل بعرض شاركت فيه 600 طائرة درونصغيرة الحجم، صنعت لوحات تجسد رموز المملكة، ورحبت بالحاضرين كما تمنت لهم زيارة موفقة لتظاهرة أيام الأبواب المفتوحة.
17 ماي 2025 أبواب الأمن الوطني مفتوحة في وجه العموم:
وابتداءً من تاريخ 17 ماي الجاري، ستكون زيارة فضاء أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني متاحة بالمجان للعموم على مدى خمسة أيام، ابتداءً من الساعة العاشرة صباحا وإلى غاية الساعة العاشرة ليلا، بحيث سيكون بمقدور ساكنة جهة الدار البيضاء سطات عموما ومدينة الجديدة ونواحيها على وجه الخصوصالاطلاع عن كثب على شروحات نظرية وتطبيقية مستفيضة وعروض مهنية حية، تبرز التقدم والمستوى المهني العالي الذي وصلت إليه مصالح الأمن الوطني، في سياق تطوير منظومة خدماتها العمومية الموجهة لعموم المواطنين والمقيمين والأجانب والزوار.
وقد اختارت المديرية العامة للأمن الوطني هذه السنة شعار “فخوون بخدمة أمة عريقة وعرش مجيد” كتعبير منها على اعتزاز أسرة الأمن الوطني ببذل الغالي والنفيس في سبيل خدمة الأمة المغربية والعرش العلوي المجيد، حيث يشكل الحفلفرصة للتأكيد على تجذر حس المسؤولية ضمن عقيدة عمل القوات العمومية بمختلف فئاتها، وهو الحس الوطني الذي تتقاسمه مصالح الأمن الوطني مع المواطنين والمواطنات.
وتهدف نسخة هذه السنة من أيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني مواصلة الرفع من جودة هذا الحدث التواصلي، الذي أضحى تمرينا سنويا تستعد له بجدية كافة مصالح الشرطة، من خلال بناء فضاء عرض مندمج، مجاني ومفتوح في وجه العموم، يقدم لوحة شاملة تعرّف بمختلف المهن والتخصصات الشرطية، ضمن قالب يجمع بين متعة التعلم والترفيه والتواصل بين موظفات وموظفي الشرطة والمواطنات والمواطنين من مختلف الفئات العمرية.
فعلى غرار الدورات الخمس السابقة بمدن الدار البيضاء ومراكش وطنجة وفاسوأكادير، أعدت المديرية العامة للأمن الوطني هذه السنة، وعلى مساحة عشرين ألف متر مربع، فضاءات عرض متنوعة، تتكون من فضاءات مغطاة تتضمن أكثر من 50 رواقا تم تجميعها ضمن أروقة موضوعاتية، تعرض وفق تقسيم دقيق موجزا لمهن وتخصصات الشرطة، مع التركيز على تلك التي تتميز بعامل الجذب لدى المواطنين، من قبيل توظيف التكنولوجيا لخدمة الأمن والشرطة العلمية والتقنية والفرق الشرطية المتخصصة، فضلا عن فضاءات خاصة بالتوعية والتحسيس لفائدة الناشئة وكافة المواطنين.
فضاء التكنولوجيا في خدمة الأمن
يستقبل زوار تظاهرة الدورة السادسة لأيام الأبواب المفتوحة للأمن الوطني، فضاءٌمخصصٌ لتقديم الاستخدامات الأمنية للتكنولوجيات الحديثة، من خلال أربعة أروقة، يقدم الأول، عبر زاوية عرض 360 درجة، النموذج الأولي من الدورية الذكية “أمان” التي طورتها الفرق التقنية التابعة للأمن الوطني، فيما يعرض الرواق الثاني جانبا من استعمالات الطائرات المسيرة في مجال الدعم البصري للعمليات الأمنية الميدانية، من خلال استعمال منظومة متكاملة من الدرونات عالية الدقة والتكنولوجيا والقادرة على التصوير في مختلف الظروف العملياتية.
كما يعرض هذا الرواق الأخير تطبيقا آخرا يمكّن مناستعمال أنظمة المراقبة البصرية المسيرة في مواكبة تدبير الأعمال النظامية الكبرى والمباريات الرياضية، من خلال تحليل المعطيات الأمنية والمساعدة في اتخاذ القرار والتعامل مع تدبير العمليات الأمنية الميدانية.
وفي رواقين مقابلين، تعرض الفرق الهندسية للأمن الوطني التطبيقات الأمنية المبنية على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي تقوم بإدماج تكنولوجيات الذكاء الاصطناعي في العمل الشرطي، ومن بينها تطبيق المعالجة الآلية للمعطيات المرورية، والذي يسمح بالقراءة الآلية للوحات الترقيم ومطابقتها مع قاعدة البيانات التي تتوفر عليها مصالح الأمن الوطني، فضلا عن تطبيق مواكبة التموضع الجغرافي لدوريات الشرطة، واستغلال نظام التموضع العالمي في تتبع التدخلات الأمنية بالشارع العام.
كما يعرض هذا الفضاء تطبيقا معلوماتيا يستغل تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي في معالجة صور الأشخاص، من خلال إدماج تقنيات الذكاء الاصطناعي في التعرف على الأشخاص (reconnaissance faciale) وربط صورهم بقاعدة بيانات المعطيات الديموغرافية.
وفي جانب من هذا الفضاء، تم إعداد فضاء يحاكي قاعة القيادة والتنسيق، والتي تقدم صورة متكاملة عن خدمات الاستجابة لنداءات المواطنين عبر خط النجدة 19 وتدبير العمليات الأمنية الميدانية وحركية دوريات الشرطة، حيث تم ربط هذه القاعة النموذجية بالدورية الذكية “أمان” وبمنظومة المراقبة البصريةبالطائرات المسيرة، بشكل يضمن التكامل العملياتي بين هذه الأنظمة المسخرة لتحقيق أمن المواطنين والمواطنات.
فضاء تدبير الحياة المهنية للشرطة
من خلال مجموعة من الأروقة، يقدم هذا الفضاء لمحة موجزة عن المسار المهني لموظفي الشرطة، انطلاقا من اجتياز اختبارات الولوج إلى مختلف أسلاك التوظيف في صفوف ودرجات الأمن الوطني إلى غاية تدبير المجال الاجتماعي لأسرة الأمن الوطني، مرورا عبر آلياتالتحفيز الوظيفي وتدبير الحياة المهنية للشرطيات والشرطيين.
ومن خلال فضاء خاصتقدم لمحة عن الميثاق الجديد للتوظيف الشرطي، من خلال شروحات حول شروط الالتحاق بالأمن الوطني والتخصصات الأكاديمية والعلمية المطلوبة، وكذا مسارات التكوين الأساسي والتخصصي والمستمر التي يتلقاها موظفو الشرطة بالمعهد الملكي للشرطة والمدارس التابعة له على الصعيد الوطني، فضلا عن لمحة تاريخية حول تطور هذه المؤسسة العلمية ومسارات تطور منظومة التكوين الشرطي بها.
كما يعرض هذا الفضاءفي أروقة مجاورة، منظومة المواكبة الصحية والاجتماعية لموظفات وموظفي الشرطة وأفراد أسرهم، من خلال عرض حزمة الخدمات التي تقدمها كل من مؤسسىةمحمد السادس للأعمال الاجتماعية لموظفي الأمن الوطني، وتلك التي تقدمها الجمعية الأخوية للتعاون المشترك وميتم موظفي الأمن الوطني، وهي أول تعاضدية للصحة والرعاية الاجتماعية بالمغرب تأسست في 29 دجنبر 1919 وتستكمل في نهاية دجنبر 2025، 106 سنة في خدمة أسرة الأمن الوطني.
للإشارة، فالجمعيةالأخوية للتعاون المشترك وميتم موظفي الأمن الوطنيتدبر ملف الحماية الاجتماعية والرعاية الصحية لرجال الأمن وذوي حقوقهم وتساهم في توفير الأمان المالي للمرضى منهم، علاوة على تعزيز التضامن الاجتماعي بين كل فئات موظفي الأمن سواء الممارسين أو المتقاعدين.
فضاء الشرطة العلمية والتقنية
خصصت المديرية العامة للأمن الوطني هذه السنة ضمن فضاء أيام الأبواب المفتوحة رواقا متكاملا، يتضمن رؤية كاملة حول منظومة الشرطة العلمية والتقنية التابعة للمديرية العامة للأمن الوطني، انطلاقا من التدخل للتعامل مع مسرح الجريمة مرورا عبر أروقة تتضمن شروحات مستفيضة مدعومة بعروض محاكاة حية لعمل مصالح المختبر الوطني للشرطة العلمية والتقنية، من قبيل فحص السموم ومعالجة البصمات والخبرات الجينية وتحليل الآثار الرقمية واستغلالها.
ويعكس هذا الفضاء التطور الذي وصلت إليه الشرطة العلمية والتقنية التابعة للأمن الوطني، والتي تحمل منذ سنة2017 شهادة الجودة ISO 17025 عن مجمل أنشطتها في مجال الخبرات العلمية والتقنية، حيث ينقسم هذا الفضاء إلى جناح مركزي يتوسطه رواقالشرطة العلمية والتقنية ورواقمحاكاة لمسرح جريمة، يسمح بتعريف الزوار بتقنيات وضوابط وأخلاقيات التعامل مع مسرح الجريمة، من خلال عروض تبرز استعمالات الوسائل التقنية الحديثة في استخلاص الأدلة والقرائن العلمية وحفظها وفق ضوابط مهنية صارمة تراعي المعايير الدولية المعمول بها.
وتحيط بمسرح الجريمة أروقة موضوعاتية تعرّف بمختلف تخصصات الشرطة العلمية والتقنية، ونذكر هنا على سبيل التحديد:
– ورشة استظهار البصمات اليدوية الكامنة: ينقل الزوار لاستكشاف خبايا التعامل مع البصمات اليدوية الكامنة واستعمالاتها في تحديد هوية الأشخاص بشكل سريع ودقيق وآمن، من خلال مطابقتها مع قاعدة المعطيات الديموغرافية التي تتوفر عليها مصالح الأمن الوطني وتعتبر الأكبر والأكثر شمولية بالمغرب.
– رواق الصور التقريبية: يقدم من خلاله نخبة من رسامي الصور التقريبية العاملين بالأمن الوطني، وهم من خريجي معاهد الفنون الجميلة، لمحة حول تقنيات رسم الصور التقريبية للأشخاص انطلاقا من معطيات تعريفية نظرية وأوصاف عامة، وذلك باستعمال أحدث تقنيات التعامل مع الرسومات ومعالجتها.
– رواق التشخيص الأوتوماتيكي: من خلال هذا الفضاء، يتعرف زوار أيام الأبواب المفتوحة على استعمالات منظومة AFIS للتعريف الإلكتروني التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني، وهي عبارة عن نظام معلوماتي جد متطور يعمل على معالجة المعطيات البيومتريةواستعمالها في تحديد هوية الأشخاص بالبصمات وسمات الوجه.
– رواق البيولوجيا: يعرض هذا الرواق تكنولوجيات متطورة تمكن مصالح الأمن الوطني من استخلاص الحمض النووي وتشخيص البصمة الوراثية في زمن 90 دقيقة الذي يطابق المعيار العالمي المعتمد في هذا المجال.
– رواق مصلحة الخبرة على الأسلحة والذخيرة: يعرض هذا الرواق آليات إخضاع الأسلحة النارية لاختبار المقذوفات ومطابقتها مع قاعدة البيانات IBIS، التي تتضمن جميع الأسلحة النارية وأسلحة الصيد المرخصة على الصعيد الوطني، فضلا عن إمكانية تنقيط هذه الأسلحة ضمن قاعة بيانات الإنتربول للأسلحة المسروقة I-ARMS.
– رواق المخدرات وعلم السموم: يعرض هذا الرواق آليات عمل مصالح الشرطة العلمية والتقنية وإخضاع عينات المخدرات المحجوزة لخبرات دقيقة تحدد أولا طبيعتها والمواد التي تركب منها، مع القدرة على التعامل مع أنواع متعددة من المخدرات الطبيعية والمستخلصات الكيميائية، كما يعرض هذا الرواق كيفية تحليل السموم وتحديد طبيعتها ومصدرها.
– رواق تحليل الآثار الرقمية: يقدم هذا الرواق أحدث التقنيات والحلول المعلوماتية التي تتوفر عليها مصالح الأمن الوطني والموجهة لاستخلاص المعطيات الرقمية من دعامات التخزين والمعدات المعلوماتية واستغلالها في الأبحاث القضائية.
– رواق الخبرة على المستندات والوثائق: يقدم نبذة على الخبرة الشرعية المنجزة على مختلف الوثائق الإدارية والأوراق المالية الوطنية والأجنبية وتنقيطها على مستوى قاعدة البيانات الخاصة بالإنتربولI24/7.
– رواق مكافحة التهديدات النووية والبيولوجية والكيميائية والمواد الإشعاعية: يعرض هذا الرواق ترسانة من المعدات والموارد التقنية التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني في مجال رصد المواد المشعة والنشطة كيميائيا والتعامل معها.
-فضاء مجموعات التدخل: ضمن فضاء واحد مندمج، تقدم المديرية العامة تجربة فريدة للتعرف على مختلف الفرق والوحدات الخاصة التابعة لقطب المديرية العامة للأمن الوطني والمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني.
رواق القوة الخاصة التابعة للمديرية العامة لمراقبة التراب الوطني:
وهي وحدات النخبة الأمنية، تتكون من مجموعة متنوعة من عناصر الاقتحام والتدخل والقناصة المدربين على التعامل مع جميع التهديدات الإرهابية والأمنية وتأمين التظاهرات الكبرى. وهي فرق مجهزة بأحدث وسائل التدخل والأسلحة المتعددة المهام والاستعمالات، وقد شاركت عناصر هذه الفرقة بشكل فعلي في معظم عمليات تفكيك الخلايا الإرهابية وشبكات الجريمة المنظمة خلال السنوات المنصرمة.
وإلى جانب فضاء معدات العمل والتدخلات، تعرض القوة الخاصة التابعة لمراقبة التراب الوطني عينة من أحدث مركبات التدخل المصفحة والمجهزة لتنفيذ عمليات أمنية في جميع الظروف، فضلا عن فضاء يعرض بعض المعدات والأزياء الخاصة المستعملة للتخفي.
رواق المجموعات المتنقلة للمحافظة على النظام: يقرب هذا الرواق المواطنين من تنظيم ومهام فرقة المحافظة على النظام، باعتبارها الوحدات النظامية المسؤولة على تأمين التظاهرات الكبرى والتدخل لفرض النظام العام، مستعملة في هذه المهام معدات وظيفية للحماية والتدخل، تجمع بين الفاعلية في الحفاظ على سلامة موظفي الشرطة الجسدية وضمان أمن المواطنين وحماية أرواحهم.
وقد تم الحرص على تأثيث هذا الرواق بلوحات تجسد موظفي شرطة، تمكن الزوار، خصوصا من فئة الأطفال بالتقاط صور لهم.
فرق مكافحة المتفجرات: يتضمن هذا الرواق عرضا لمختلف التقنيات وروبوتات التدخل لتفكيك المتفجرات والتعامل مع الأجسام المشكوك فيها التي تتوفر عليها المديرية العامة للأمن الوطني، كما يمكن الزوار من تقاسم تجربة مجموعة من الكفاءات الأمنية العالية التدريب في مجال تفكيك المتفجرات.
رواق الفرقة المركزية للتدخل BCI : وهي من فرق النخبة التابعة للأمن الوطني، وتتحددمهمتها في التدخل لتحييد الخطرفي الوضعيات الأمنية الصعبةوفي الجرائم الخطيرة.
رواق الشرطة السينوتقنية: يعرف هذا الرواق بالشرطة السينوتقنية، أو الكلاب المدربة للشرطة، خصوصا الإمكانيات البشرية والمادية والقدرات الميدانية التي تتوفر عليها، من خلال عرض سلالات الكلاب المدربة المستعملة، وما تحظى به من رعاية صحية وتكوين في مختلف التخصصات.
كما يسلط هذا الرواق الضوء أيضا على بعض الكلاب المدربة التي حققت حصيلة تقنية استثنائية، وكذا الأزياء المهنية والمعدات الخاصة بالتدريب والتدخل، فضلا عن عرض نموذج من السيارات المجهزة الموجهة خصيصا لنقل الكلاب المدربة.
فضاء السلامة الطرقية:
يعرف هذا الفضاء بمختلف الوسائل والآلية التي وضعتها المديرية العامة للأمن الوطني رهن إشارة فرق السلامة الطرقية، خصوصا أجهزة المراقبة الذكية لتجاوز السرعة ووسائل التوعية حول احترام قانون السير، كما يضم رواقا معدا بشراكة مع الوكالة الوطنية للسلامة الطرقية يشمل مسارا مصغرا للتوعية بالسلامة الطرقية موجه للأطفال، وهو الفضاء الذي يعرض أيضا ولأول مرة جهاز محاكاة للقيادة، يقدم تجربة فريدة في توعية سائقي السيارات حول مخاطروأخطار القيادة على الطريق.
رواق شرطة الخيالة:
يعرض هذا الرواق مجموعة فنية من الأزياء الوظيفية الخاصة بمختلف تخصصات شرطة الخيالة، وهي الأزياء التي تتنوع بين تلك الشرفية والمخصصة للتدخلات، فضلا عن أزياء دوريات شرطة الخيالة التي يتم تسييرها بالشواطئ والمناطق الغابويةوالسياحية. ويعرض هذا الرواق أيضا مجموعة من الجوائز والميداليات والكؤوس التي أحرزها خيالة الأمن الوطني خلال مشاركتهم في مختلف المنافسات الرياضية على الصعيدين الوطني والدولي.
فضاء التوعية والتحسيس
يتضمن هذا الفضاء مجموعة من الأروقة المخصصة للتوعية والتحسيس حول مخاطرالجريمة والانحراف لفائدة الناشئة.كما يستعرض الجانب التحسيسيوالممارسات الفضلى لتحصين الناشئة والمواطنين من مخاطرإساءة استعمال الأنترنيت، كما يعرض المنصة المعلوماتية الجديدة “إبلاغ”، التي تم تطويرها من طرف خبراء ومهندسي الأمن الوطني ومراقبة التراب الوطني، والتي وضعت منذ السنة المنصرمة رهن إشارة المواطنين والمواطنات، وذلك بهدف إشراكهم في تحقيق الأمن الرقمي، ومكافحة التهديدات المستجدة، عبر التبليغ الآمن عن جميع المحتويات العنيفة التي تستهدفه شخصيا، أو تهدد الغير، في الفضاء الرقمي.
• فضاء وثائق الهوية ومنظومة الهوية الرقمية:
يقرب هذا الرواق الزوار من منظومة الهوية الرقمية التي طورها خبراء المديرية العامة للأمن الوطني انطلاقا من الإمكانيات التكنولوجية التي يوفرها الجيل الثاني من بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية، والمرتبط بمنصة الطرف الثالث الموثوق به للتحقق من الهوية، والتي تمكن المواطنين من الاستفادة من حزمة الخدمات العمومية والخاصة عن بعد ودون الحاجة للتنقل، كما يعرض هذا الفضاء ولأول مرة خدمة طلب بطاقة السوابق القضائية بشكل آلي.
كما يتضمن أيضا جناحاخاصا بالجيل الجديد من سندات الإقامة الإلكترونية التي تمنحها المديرية العامة للأمن الوطني للأجانب الراغبين في الإقامة بالمملكة المغربية، يقدم شروحات وتوضيحات لزواره من المواطنين والأجانب والسياح حول المسطرة الخاصة بإنجاز هذه الوثيقة التعريفية.
ويقدم هذا الفضاء نبذة متكاملة على “منظومة الطرف الثالث الموثوق به للتحقق من الهوية”، باعتبارها آلية معلوماتية متكاملة تسمح للمواطنات والمواطنين بالولوج الآمن لحزمة من الخدمات التي تقدمها القطاعات العامة والخاصة، بشكل يصون معطياتهم ذات الطابع الشخصي، من جهة، وتسمح لمن يحمل منهم بطاقة التعريف الوطنية الإلكترونية بالتعريف بنفسه والتحقق من هويته واستعمالها في مختلف المعاملات الإدارية والمصرفية، بشكل آني وآلي ومؤمن لدى مزودي الخدمات، من جهة ثانية.
• رواق الحدود الذكية
يقدم هذا الرواق محاكاة عملية حول آخر التكنولوجيات والحلول الذكية التي تستعملها شرطة الحدود المغربية في ضمان انسيابية المسافرين وعبورهم السلس والآمن عبر المنافذ الحدودية الوطنية، وذلك من خلال بوابة العبور الجديدة المدمجة بنظام تدبير المنافذ الحدودية SGPF.
رواق الحماية القانونية للنساء والأطفال:
يستعرض المنصة الرقمية “طفلي مختفي”، التي طورها خبراء مصالح الشرطة للبحث عن الأطفال المصرح باختفائهم عبر تسخير مواقع التواصل الاجتماعي، فضلا عن رواق مخصص للتعريف بالآلية الوطنية للتكفل بالنساء ضحايا العنف وآخر مخصص للتوعية الصحية والنفسية لفائدة الناشئة.
رواق المفتشية العامة لمصالح الأمن:
ويستعرض آليات معالجة شكايات المواطنين ضد موظفي الشرطة، وأخلاقيات المهنة الأمنية؛
فضاء متحف الأمن الوطني:
إلى جانب الفضاء المخصص لعرض مجموعة من السيارات التاريخية التي تم استعمالها من قبل مصالح الشرطة على مدار 69 سنة من تاريخ تأسيس الأمن الوطني، فقد جهزت المديرية العامة للأمن الوطني فضاءً خاصا يعرض مجموعة من التجهيزات التي تتنوع بين أزياء وظيفية ووسائل اتصال وكاميرات تعود لفترات تاريخية متنوعة، طبعت تاريخ مؤسسة الأمن الوطني.
المرايا التفاعلية الذكية:
وهي شاشات تفاعليةمدعومة بالذكاء الاصطناعي تسمح لزوار المعرض بالتقاط صور تذكارية شخصية تتجسد فيها الهوية البصرية المميزة لزي الأمن الوطني، والتي يمكن تحميلها بشكل مباشر وآني على هواتفهم النقالة.
وإلى جانب الأروقة الموضوعاتية، يتضمن فضاء أيام الأبواب المفتوحة فضاءات مخصصة للعروض المهنية التي ستقدمها على مدار أيام التظاهرة فرقة القوات الخاصة وفرق خيالة الأمن الوطني، فضلا عن عروض فرق الكلاب المدربة للشرطة، والتي تهدف إلى إبراز الجاهزية والحرفية في التعامل مع جميع التهديدات الأمنية، والقدرة على استعمال أحدث التقنيات والتكنولوجيات في العمل الشرطي الميداني.
كما حرصت المديرية العامة هذه السنة، على إعداد فضاء ترفيهي خاص بالأطفال، تم تجهيزه بمجموعة من الوسائل تجمع بين المتعة والتعلم من خلال اعتماد مجموعة من الأنشطة على تقنيات الواقع الافتراضي المعزز، فضلا عن أنشطة أخرى ترفيهية هادفة.