
يبدو أن الحيوان الذي نكن له أكبر قدر من الاحتقار، والعطف في الآن ذاته، هو الذي يعلمنا، إلى جانب صديقه الفيل، أعظم درس في الديمقراطية. باراكا أوباما، أول رجل أسود يدخل البيت الأبيض، يفوز بولاية ثانية، وغريمه ميت رومني يعترف بالهزيمة، ويهنئ الرئيس السابق/المقبل. الفيل يقبل أن يهزمه الحمار، بل ويهنئه، وما كاين مشكل.
آجيو نشوفو حالتنا حنا فهاد البلاد السعيدة. 40 مليون رمز انتخابي.. بدءا من اللامبة، مرورا بالتراكتور، وإلى غاية الميزان والوردة والسنبلة والكتاب والغزالة والأسد والزيتونة والشمع… وملي كيوصل وقت المعقول، لا أحد يملك الجرأة ليعترف للآخر بالنصر، وإن فعل فليس أكثر من مجاملة ظرفية. يهنئ هنا، باش يتسناه فالدورة.
حين يربح التراكاور اللامبة تقول إن الإدارة تدخلت ودارت ليه الدوباج. وحين تربح اللامبة يقول التراكتور إن استغلال الدين في السياسة هو الذي فعل فعلته. وحين تتشتت الوردة يقول أصحابها إننا أدينا ثمن التضحية في سبيل الوطن. وحين يتراجع الميزان، يقول أهله إننا لم نتراجع وإنما الآخرون من تقدم. وقس على ذلك الآخرين.
كل هذا الهراء، المغلف بالسياسة، كيخلي الواحد يعيف راسو، أنانية مفرطة، ونقاش مريض، وقليان السم هنا وهناك، والبلاد ليها الله.
الله يسمح ليكم وخلاص.. اللهم الحمار.
تشاو تشاو.