• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 17 نوفمبر 2016 على الساعة 13:19

شكون لْهبيل دابا؟

شكون لْهبيل دابا؟ رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

صحيح أن السياسة، مثل الضرورة تماما، تُبيح، وتَبيع، المحظورات، إلا أن إباحة المحظور لا تعني استباحة الحد الأدنى من الأخلاق والمبادئ والمنطق.
على ما يبدو السيد “كٌرسي”، مثل شخصية “مرسي” في مسرحية “مدرسة المشاغبين”، لا يؤمن بالمنطق، ولا يعرف عنه شيئا، ولا يستطيع مداراة جهله به إلا بـ”تْخراج العينين” والاحتجاج بعبارة “رايح في تاكسي وجاي في تاكسي”، وبقية المشهد معروف.
نعم، السياسة، عبر العالم، هي “فن الممكن”، والتنازلات لتدبير شؤونها الصغيرة والكبيرة أمر عادي جدا ولا يصيب بالخيبة، لكنها في المغرب، ومن باب الخصوصية والاستثناء في تجلّيهما الغريب البشِع، تصير “فن المستحيل”، بل “المستحيل بالفن”.
النقاش الدائر حول تشكيل الحكومة الجديدة، بقيادة الأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله ابن كيران، مُوجَّه بإخراج دقيق للغاية. والآلة الإعلامية للبيجيدي، ومن يدور، و”يَدوز”، في فلكها، تمارس، بواجهاتها الافتراضية والورقية، “الطابّاج” بشكل متقن. الهدف، في نهاية المطاف، هو أن يترسخ الاقتناع بأن “البلوكاج” والمأزق سببهما مناورات ومؤامرات جديدة من “التحكم”، ذاك الشبح المبني إلى المجهول. والموضوعية تقتضي الاعتراف بأن هذه الآلة نجحت في هذا المسعى، وهذه واحدة من المعارك الإعلامية التي ربحها ابن كيران وقَومه، وكان لها جزء من فضل احتلال حزبه المرتبة الأولى في الانتخابات الأخيرة، لذلك لا يجد صعوبة في الاستمرار في بناء “الفشل”، مهما كان نوعه، إلى المجهول، فالوصفة ناجحة.
ولأن ابن كيران وحزبه يملكان الكثير من وسائل تصريف مثل هذه المواقف، بما يكفي من الذكاء لتحويلها إلى قناعة لدى جزء من الرأي العام، فلا بأس من إثارة الانتباه إلى الجزء الآخر من الكأس، حتى والرد على هذا الكلام جاهز: “الكتابة من محبرة التحكم”، لكن لا بأس.
أغلب المختلفين مع البيجيدي، ومنتقديه، مهما كانت انتماءاتهم، ومهما بلغت درجة موضوعيتهم، يُقابلون بأوصاف قدحية، ترمي بهم إلى خانة “المعادين للديمقراطية والحرية”، كما لو أن “الدفاع” عن البيجيدي ووجهات نظره تجاه القضايا المطروحة للنقاش هو شرط الحصول على “إيزو الديمقراطية 2016”.
ما يَحول “الطاباج” الإعلامي للبيجيدي دون ظهوره للرأي العام هو أن هذا الحزب ليس مثاليا ولا كاملا ولا مجمعا للملائكة، وليس على صواب دائما، مستغلا (الحزب) في تحقيق هذا الهدف قدرته على توجيه النقاش إلى حيث يشاء، ومستفيدا من حالة ارتخاء في “عضلات” خصومه، وله الحق قي ذلك.
من نماذج سياسة “التنويم المغناطيسي” التي يتقنها البيجيدي أنه لا يترك مساحة، ولو صغيرة، للتساؤل عن سر تغيير ابن كيران مواقفه بسرعة قاتلة. إذا كان “التحكم” موجودا وخطرا على الديمقراطية المغربية، كما يدعون، فإن “محاربته”، لحماية “الجنين” الديمقراطي، لا تعني “عين ميكة” على تحالف غير مستساغ بينه وبين حميد شباط. الأخير كان، إلى عهد قريب، مجرد “هْبيل” و”فاسد” و”من أدوات التحكم”، وخاض ضده الحزب حروبا كثيرة، وسفه كلامه وأفعاله وخطاه، لكنه تحول، في رمشة عين، إلى واحد من المقاتلين في المعركة ضد “التحكم”، وتحول معه من كانوا يرفضون كتابة خبر عنه إلى محتفين به وبخرجاته.
هل من مُفسر لهذا “الانقلاب”؟ أليس في هذا “اللعب” خطرا على الديمقراطية؟
هذا نموذج واحد، وعليه يمكن قياس حالات أخرى، والخلاصة هي أن لهْبيل ديال بصّح هو المواطن اللي ما زال كيْتيق فهاد الناس.
انتهى الكلام.

#مجرد_تدوينة