• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 09 مايو 2018 على الساعة 16:30

زيان.. المحاماة بالعربدة!

زيان.. المحاماة بالعربدة!

منذ مدة، يحاول المحامي/ الممثل/ المسرحي محمد زيان تدشين عرف جديد في قاعات وساحات المحاكم المغربية، وفي مجال المحاماة (بعدما كان يحترف المُحاباة) في البلاد، بشكل صار معه حتى زملاؤه يتّقون “شره”، تفاديا لـ”سلاطة”، بل “قذارة”، لسانه.

وتكفي مراجعة تصريحات “النقيب” السابق، المكتوب منها والمسموع والمرئي، وحتى المحسوس (بما أنه يتخيل نفسه قويا بشكل لا يٌبيح لأحد مخالفته الرأي ولا انتقاده ولا تنبيهه ولا حتى الاختلاف معه)، ليتضح أن الرجل لم يتحدث يوما لغة القانون، مفضلا أن يستعرض عضلات لسانه فقط.

وعوض أن يحاجج زيان، ويقارع، بلغة القانون، ويعطي المثال في ذلك، يسارع إلى محاولة “الغميق”، مستغلا في ذلك مبدأ “عدو عدوي صديقي”، وهو مبدأ الانتهازيين الذي يمنحه الكثير من “الموكّلين” والمتعاطفين والجمهور، ومن لم يسر في دربهم كان في نظرهم مجرد “بيدق” ومجرد واحد من “الخدم”.

وانطلاقا من هذا، تحول زيان، في غفلة من الجميع تقريبا، من “عدو” للديمقراطية والديمقراطيين، استنادا إلى ماضيه في الدفاع “ضد” رموز النضال في البلاد وفي الدفاع عن الدولة حين كانت الدولة تنكل بمن يقول لها “أفّْ” (أما وقد تغير البلد، وفقَدَ زيان مع التغيير حظوته ومكانته وصوته بين الأصوات، فقد قلب “الفيستة”)، إلى مدافع عن الديمقراطية والديمقراطيين. هذه هي البلادة التي يتحدث عنها دوما.

هذا أمر غريب في حد ذاته، لأنه يعني أن الرجل مستعد لأن “ينقلب” على نفسه، فما بالك على الآخرين، لكن الأغرب هو أن يصدقه الكثيرون، والأكثر غرابة هو ألا يهتم البعض بأن يكون الرجل صادقا، حتى وهو بالنسبة إليهم مجرد “مهرج” يتقن لغة “الطحين” عوض لغة الفصول، فالأولوية هي أن يلعب دور “الكارد كور” في الملفات الملتبسة.

لزيان هدف وحيد، في عمقه مزيج من الشعور باليُتم (السياسي) وبرغبة قاتلة في الانتقام (من المجهول)، فهو يحاول أن يحقق ما فشل في تحقيقه بالسياسة، وبحزبه “الليبرالي”، الذي أساء، بضعفه، إلى الأسد… الأسد الحيوان طبعا وليس بشار سوريا.

أساس هذا “العرف” الزّْياني هو أن يعالج القضايا التي “يركب” عليها، في المحاكم وخارجها، ليس بالقانون، وإنما بلغة التهديد والوعيد، وكثير من التشهير والقذف، وشيء من الغمز واللمز إن أسعفته لغته العربية الممزوجة بلكنة الإسبان.

ليس من أهدافه أن يربح القضايا، وإنما أن يثير الكثير من الضجيج.

وعوض أن يدافع زيان عن “موكليه” (من التوكيل وليس الأكل، فموكلّوه من الأكل صاروا من الماضي فشعر بالجوع)، كما يفعل المحامون عبر العالم، يفضل ممارسة هوايته في التعنيف اللفظي والتجريح، وهو سلوك بلطجي لا يليق بالعوام فما بالك بـ”النخبة”.

ويبدو أن زيان، المسكون بـ”الماضي”، يسعى إلى أن يخلق لنفسه طريقة للدفاع، لا تنبني على القانون، بأنواعه، وفصول القانون، بتفرعها، وإنما بقاعدة “الهاجم يموت شرع”، و”خير وسيلة للدفاع هي الهجوم”، حتى أنه لا يفرق بين المرافعة والعربدة، وهذا ما يشهد عليه الكثير من “زملائه”، حتى أنه تجرأ يوما، بقمة الوقاحة، أن ينعت أحدهم بـ”الحمار”.

وإذا كان مفهوما أن يسعى هذا “القادم من الماضي” إلى تسجيل حضوره في الحاضر بهذه الطريقة، لذلك يتلقف الملفات التي تمنحه فرصة الظهور الإعلامي والعربدة في ساحات المحاكم، فإن المثير هو صمت الهيآت المهنية للمحامين، هل هو خوف؟ أم لأن “الأحمق مرفوع عنه القلم”؟؟؟. لأهل الاختصاص أهلية الجواب.

الواقع أن الورش المستعجل في القضاء المغربي ليس رقمنة الجلسات وإنما تزويد كل محكمة بـ”فيدور”، لأن البعض حقيقة لا يفرق بين قاعة المحكمة وبين حانة حقيرة.

ولأن زيان يعتقد أن “الغميق ديالو” وطول لسانه و”جذباته” تؤتي أكلها مع الجميع، لا بأس من توجيه هذه الرسالة إليه بلغة عربية سهلة حتى لا يتعب كثيرا في فهمها:

نحن في هذه المجموعة الإعلامية، التي نفتخر بالانتماء إليها ونفتخر بالدفاع عنها، لا نهاب شخصا، ولا جهة، ولا جهات، تتحرك في السر وفي العلن ضدنا، و”توكّل” (أحيانا بالدولار) من “مات لهم الحوت” لتصفية الحسابات “على ظهرنا”، إلا أننا ندافع عن مبادئنا بطريقة راقية، لا عنف فيها ولا إقصاء ولا عربدة ولا ابتزاز.

بالعربية تاعرابت: ما غاديش تخلعنا لا انت لا غيرك.