فرح بجدير
تتواصل دعوات عددٍ من الفعاليات البيئية، نحو المطالبة بفرض حظر نهائي لزراعة البطيخ الأحمر، في إطار الحفاظ على الموارد المائية في المغرب، رغم ما عرفته مناطق الجنوب الشرقي من أمطار غزيرة في الآونة الأخيرة.
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، أوضح أقشباب جمال، رئيس جمعية أصدقاء البيئة في إقليم زاكورة، أن الإقليم عانى لمدة عشر سنوات من الجفاف، مما أدى إلى تدهور خطير في الموارد المائية السطحية والباطنية، ومن تراجع في عدد الواحات، وزيادة في نسبة التصحر، إلا أن الإقليم شهد مؤخرًا أمطارًا غزيرة أدت إلى انتعاش الفرشة المائية وارتفاع نسبة الملء في سد “أحمد المنصور الذهبي”، حيث تجاوزت النسبة 40 في المائة بحجم 177 مليون متر مكعب.
ومع هذا الانتعاش، يضيف المتحدث، عاد موضوع زراعة البطيخ الأحمر إلى النقاش بين مؤيد ومعارض.
وألمحَ أقشباب إلى أن زراعة البطيخ الأحمر تُعتبر زراعة دخيلة على المنطقة، وتستنزف الفرشة المائية الجوفية التي تُعد مصدرًا أساسيًا للمياه الصالحة للشرب، بالإضافة إلى كونها المصدر الرئيسي لري الزراعة الاستراتيجية، مثل زراعة النخيل.
وأضاف أقشباب: “إنه يجب ترشيد استهلاك هذه الموارد المائية وتوجيهها نحو تحقيق الأمن المائي لسكان المنطقة، وتعزيز الزراعة الاستراتيجية. فالجفاف يمثل واقعًا هيكليًا، والأمطار الأخيرة لا تعني نهاية هذه الظاهرة”.
وأكد في السياق نفسه، على ضرورة عدم تكرار الأخطاء السابقة، مستشهدًا بما حدث في عام 2014، عندما شهد الإقليم فيضانات أدت إلى زيادة الموارد المائية، لكن تم استنزافها في زراعة تَستهلك الماء بكثافة، مما هدد الأمن المائي وأدى إلى تضرر آلاف أشجار النخيل.
وطالب أقشباب، بإصدار قرار عاملي يُعلَن فيه منع زراعة البطيخ الأحمر في هذه المناطق، بهدف ترشيد الموارد المائية وتحقيق الأمن المائي، وتعزيز الزراعة الاستراتيجية التي تضمن استدامة الموارد وتلبية احتياجات السكان.