تختتم اليوم الجمعة (18 فبراير)، أشغال قمة أوروبا – إفريقيا، وسط امتعاض دولي من مشاركة المدعو ابراهيم غالي، الذي ظهر صاغرا ومنبوذا بين كبار المسؤولين الأوروبيين.
ورفض كافة رؤساء الدول ورؤساء الحكومات الأوروبية استقبال “بن بطوش”، القادم إلى بروكسل على نفقة “الكابرانات”، إذ لم يوفق هؤلاء في إقناع الدول الأوروبية التي لا تعترف بـ”كيان الوهم”، بالجلوس مع انفصالي متابعٍ بتهم القتل والارهاب والاغتصاب في محاكم إسبانية.
دعوة يتيمة
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال عبد الحق الصنايبي، الخبير الأمني والاستراتيجي، أن “موقف الاتحاد الأوروبي كان واضحا من مشاركة جمهورية الوهم في القمة المنعقدة في بروكسيل، حيث أكد على لسان المتحدث باسم الشؤون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي بيتر ستانو، على أنه لا يعترف بهذا الكيان، ولا أيا من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي تعترف به”.
وأبرز الخبير الأمني، أن “القمة منظمة بشراكة بين الاتحاد الأوروبي والاتحاد الإفريقي، إلا أن الجانب الأوروبي أكد أنه لم يقم بدعوة الانفصالي بن بطوش، ومن وجه الدعوة هو الاتحاد الافريقي على اعتبار أن الكيان المزعوم عضو في منظمته”.
واعتبر الصنايبي، ضمن تحليله، أنه “لا يجب إيلاء حساسية كبيرة إلى توجيه الاتحاد الافريقي الدعوة إلى كيان الوهم، ذلك أن وضعية هذا الأخير مؤقتة داخل الاتحاد، في انتظار مراكمة مجموعة من الشروط الذاتية والموضوعية لإعادة النظر في الترسانة القانونية لشرعية تواجد الكيان المزعوم داخل المنظمة”.
الاتحاد الأوروبي.. يرى ويسمع
أبرز الخبير الأمني والاستراتيجي، عبد الحق الصنايبي، ضمن التصريح ذاته، أن “الاتحاد الأوروبي يرى ويسمع، ويعي تماما من خلال مجموعة من الشكليات، أنه أمام تنظيم عصابة وليس أمام دولة”.
ولفت الصنايبي، إلى أن “الاتحاد لاحظ بلا شك أن “بن بطوش”، حضر بجواز سفر دبلوماسي جزائري، بجنسية جزائرية وطائرة جزائرية، بل وحتى أسطول السيارات الذي تم وضعه رهن إشارته هو من طرف السفارة الجزائرية، وبالتالي لا شيء يحيل على أن هذا الشخص يمثل كيانا مستقلا بذاته أو دولة يمكن أن تكون عضوا في الاتحاد الإفريقي”.
واعتبر الخبير الاستراتيجي، أن “الدبلوماسية المغربية تراكم بهدوء لإعادة الأمور إلى نصابها، حيث أن موقع المملكة قوي جدا داخل المنظمة، وبالتالي فالأمر لا يستدعي إلا القليل من الوقت حتى يصلح الاتحاد الإفريقي هذا الوضع الشاذ، وهذا لا يمكن أن يتأتى إلا بطرد الكيان الوهمي من المنظمة، وأن ترفع الجزائر يدها إذا ما كانت تريد فعلا مصالحة حقيقية، خاصة وأنها تبحث عن وساطات لمحاولة إنجاح أو على الأقل عقد القمة العربية على ترابها”.
موقف تنقصه الشجاعة
وفي سياق مشاركة “بن بطوش”، في القمة الأوروبية الإفريقية، أبرز عبد الحق الصنايبي، أنه “بالرغم من تأكيد الاتحاد الأوروبي على موقفه الذي لا يعترف بكيان الوهم، إلا أن هذا الموقف كانت تنقصه الشجاعة، لرفض حضور ممثل الكيان في القمة التي تقام في بروكسيل”، مذكرا بـ”مواقف دول رفضت أن يحضر الانفصالي ابراهيم غالي، قمما أو اجتماعات شاركت فيها”.
وكان روجر نكودو دانغ، رئيس برلمان عموم إفريقيا السابق، قد دعا إلى سحب وثيقة نشرت على الموقع الإلكتروني للبرلمان الأوروبي تحدد وفود برلمان عموم أفريقيا، في إطار قمة أوروبا إفريقيا، ورد فيها اسم الانفصالي المرتزق المدعو إبراهيم غالي.
وطعن نكودو دانغ، في رسالة إلى ماريا سورايا رودريغيز راموس، رئيسة مفوضية العلاقات مع البرلمان الإفريقي في البرلمان الأوروبي، في “مصداقية الوثيقة”، مشددا على أن “برلمان عموم إفريقيا لم يتداول أو يناقش بالمرة ما جاء في الوثيقة”.
هذا أعربت المنظمات غير الحكومية الصحراوية في رسالة موجهة إلى رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، وإلى الممثل السامي للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، جوزيب بوريل، وإلى رئيسة البرلمان الأوروبي، روبرتا ميتسولا، عن استغرابها ورفضها لمشاركة “رجل ومنظمة مسؤولين عن ارتكاب انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان واختلاس المساعدة الأوروبية” في قمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي.
