• تكهنات بعودة العلاقات بين نواكشوط وتل أبيب.. لقاء مرتقب بين ترامب وولد الغزواني في واشنطن
  • باريس.. الطالبي العلمي يشارك في اجتماعات مكتب الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية
  • جمعية الإعلام والناشرين: “قانون مجلس الصحافة” خطوة مهمة لحماية المهنة من الدخلاء والمتطفلين المتسترين وراء “تيك توك” و”يوتيوب”
  • ب”ها وليدي”.. جايلان تتنافس على صدارة قائمة أفضل 50 عمل مغاربي
  • من المهام الجديدة والتركيبة إلى مسطرة تعذر تجديد الهياكل.. تفاصيل “قانون مجلس الصحافة”
عاجل
الأربعاء 09 يوليو 2025 على الساعة 12:30

خطاب وصاية/ ردة فكرية/ إعادة انتاج منطق التبعية.. حقوقيات عطاو لـ”ابن كيران” جوابو على “تصريح بلارج”

خطاب وصاية/ ردة فكرية/ إعادة انتاج منطق التبعية.. حقوقيات عطاو لـ”ابن كيران” جوابو على “تصريح بلارج”

خلف تصريح الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، ورئيس الحكومة الأسبق، عبد الإله ابن كيران، الذي شبّه فيه النساء العازبات بـ”البلارج”، موجة استياء عارمة في صفوف الحقوقيات والناشطات المدنيات.

ودعا ابن كيران، خلال المؤتمر الجهوي السابع لحزب العدالة والتنمية في أكادير، نهاية الأسبوع الماضي، الفتيات المغربيات، إلى جعل الزواج أولوية في حياتهن، مشبها النساء العازبات بـ”بلارج”.

واعتبرت العديد من الأصوات النسائية، أن هذا التصريح يضمر الكثير من “خطاب الوصاية”، ويعد “ردة فكرية”، و”يعيد انتاج منطق التبعية والنمطية”.

خطاب وصاية

واعتبرت أمينة بن الشيخ، الحقوقية الأمازيغية والمكلفة بملف الأمازيغية لدى رئيس الحكومة، أن عبارة “بلارج”، التي “أطلقها ابن كيران كعادته، ليست فقط سقطة أخلاقية، بل موقف سياسي خطير يكشف بجلاء عن العقيدة الذكورية التي ما زالت تتحكم في خطاب جزء من النخبة السياسية المغربية، وتستهدف بشكل خاص النساء الحرات المستقلات، من بنات سوس”.

وأوضحت بن الشيخ أن ابن كيران اختار منصة في أكادير “ليعيد إنتاج خطاب الوصاية على النساء، ويستخف بتعليم الفتيات ويختزل أدوارهن في الزواج، ليس صدفة. بل هو امتداد لعقلية تعادي تحرر المرأة، وتخاف من نساء سوس، لأنهن لا يقبلن الترويض، ولا يخضعن لوصاية شيخ أو حزب أو زعيم”.

وأكدت الناشطة الأمازيغية، في مقال نشرته على جريدة “العالم الأمازيغي”، أن تصريحات ابن كيران “محاولة بائسة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء في وقت قطعت فيه الأمازيغيات المغربيات، أشواطًا كبيرة في الوعي والمشاركة والقيادة. وتذكير صارخ بأن المعركة ضد الفكر الرجعي لم تنته بعد، وأن التهديد الحقيقي ليس في “فوات الزواج”، بل في بقاء مثل هذه العقليات في قلب المشهد السياسي لبلادنا”.

خطاب خطير وردة فكرية

ورأت فدوى الرجواني، الفاعلة السياسية والحقوقية، أن دعوة زعيم سياسي ورئيس حكومة سابق كعبد الإله ابن كيران، الفتيات المغربيات، إلى ترك الدراسة والتعجيل بالزواج “ليس مجرد رأي عابر، بل خطاب خطير ومقلق يصدر عن شخص يفترض فيه المسؤولية والوعي بأبعاد كلامه في مجتمع يصارع أصلا من أجل تكافؤ الفرص والمساواة بين الجنسين”.

وقالت الرجواني، في تدوينة على حسابها على الفايس بوك، إن “الوعي بمآلات الخطاب السياسي والديني حين يتقاطع مع قضايا النساء بطريقة سطحية أو مسيئة يجعلنا لا نستقبل كلام بن كيران ببراءة، لا سيما حين يصدر عن من كان ذات يوم في موقع القرار ومسؤول عن سياسات عمومية تخص التعليم، والتشغيل، وتمكين النساء، هذه “النصيحة” ليست فقط خارجة عن سياقها التاريخي والاجتماعي، بل ردة فكرية لا تخدم لا الدين، ولا المجتمع، ولا الوطن”.

واعتبرت الفاعلة الحقوقية أن دعوة الفتيات إلى مغادرة مقاعد الدراسة لصالح الزواج المبكر هي”دعوة للتقهقر المجتمعي، وتعزيز للوصاية الذكورية، وتكريس لعقلية تعتبر المرأة مشروع زوجة لا مشروع مواطن”.

وأشارت الرجواني إلى أن ما قاله “ابن كيران ليس جديدا، بل يندرج ضمن أسلوب متكرر لتوجيه رسائل شعبوية لاستفزاز الرأي العام وركوب الموجة الإعلامية فالمواضيع المرتبطة بالمرأة تستغل كـ”علكة سياسية” يعاد مضغها لإثارة الجدل فقط، دون أي وعي بعمق تأثير هذا الخطاب على فتيات في القرى يفكرن في الانقطاع عن الدراسة، أسر فقيرة تزوج بناتها مبكرا اتباعا “للنصيحة”، نساء يقررن الزواج بأي كان فقط لأنه الحل الموصى به”.

إعادة انتاج منطق التبعية والنمطية

وقالت إيمان الرازي، عضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني الـ12 للاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، إن ابن كيران بهذا التصريح “لا يمارس فقط خطابه من موقع المحافظة الدينية، بل يعيد إنتاج منطق التبعية والنمطية الذي حكم تاريخ النساء في المجتمعات الأبيسية. كلام ابن كيران، في ظاهره هو دعوة إلى “الستر”، لكنه في العمق تكريس لسلطة الرجل، وإخضاع للمرأة باسم الدين والتقاليد، متغافلًا السياقات المعاصرة، ومتجاهلًا حقوق المرأة واختياراتها واستقلالها”.

وأضافت الرازي، في تدوينة على حسابها على الفايس بوك، أن “النصيحة” التي قدمها ابن كيران “لا تخلو من استغلال رمزي لموقعه السياسي والديني، وتُعبّر عن استمرارية خطاب الوصاية الذي لم يعد له مكان في مجتمع يسعى نحو التحديث والعدالة والمساواة. فالزواج، في المنظور التقدمي، لا يجب أن يكون هروبا من الفقر، ولا وسيلة لتأمين المستقبل، بل اختيارا حرا ومسؤولا، مبنيا على الاقتناع، وعلى مساواة حقيقية بين طرفين راشدين. أما اختزال حياة الفتاة في انتظار خاطب، والضغط عليها لتتخلى عن تعليمها، وتقديم صورة مثالية عن الزواج حتى في ظروف غير مستقرة، فذلك نوع من التزييف والانحراف الأخلاقي”.

وأكدت المتحدثة أنه “لا يمكن لخطاب مثل هذا أن يُفهم خارج السياق العام الذي يعاني فيه الشباب من البطالة، وتعيش فيه الفتيات واقعا صعبا من التحرش والعنف الرمزي، ويُطلب منهن أن يكنّ في خدمة مؤسسة الزواج ولو على حساب أحلامهن. إن بنكيران، بهذا الكلام، يعيدنا سنوات إلى الوراء، ويعكس عجز الخطاب المحافظ عن التأقلم مع تطلعات نساء المغرب اليوم، اللواتي يردن أن يكنّ فاعلات، لا مجرد تابعٍ في مؤسسة عائلية غالبا ما يُعاد فيها إنتاج التبعية”.