وجه جلالة الملك محمد السادس، مساء أمس السبت (30 يوليوز)، خطابا إلى الأمة بمناسبة الذكرى الـ23 لعيد العرش. وبرؤية فريدة من نوعها، تعكس الكاريزما الملكية حمل خطاب العرش بين طياته رسائلا ودلالات تؤكد القناعة الراسخة لجعل المغرب يواصل نهضته التنموية المتجددة.
خطاب العرش.. درس في التواصل
في تصريح لموقع “كيفاش”، أكد محمد بودن، رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، أن “الخطاب الملكي السامي يعتبر درسا في التواصل وتقديم الحلول في لحظة مطبوعة بالتحديات، إضافة إلى تجاوب جلالة الملك مع التطلعات العميقة للمجتمع المغربي الذي يريد أن يأخذ مكانه في النظام الدولي للقرن الحالي بقيمه ومقدراته و هذا طموح مشترك بين جلالة الملك و شعبه الوفي”.
وأبرز بودن، أن “جلالة الملك يدفع بشكل حازم العمل داخليا لمتابعة متطلبات التنمية وخلق الفرص والحفاظ على الانسجام في بيئة مغربية مواتية حيث يمكن لجميع المغاربة أن يعيشوا حياة كريمة و يتقدم المغرب”.
المرأة والورش الاجتماعي
ومن خلال تركيز جلالة الملك محمد السادس على المرأة و الأسرة كمكونين أساسيين في المعادلة المغربية، سجل محمد بودن، أن “رؤية جلالة الملك تقوم على بناء شروط مغرب الكرامة والتقدم وترسيخ الهوية المغربية و القيم الوطنية في الضمير الجماعي”.
واعتبر رئيس مركز أطلس لتحليل المؤشرات السياسية و المؤسساتية، في السياق ذاته، أن “الأمر يتعلق برسوخ الالتزام المغربي بتنفيذ خطة مستقبلية لتكافؤ الفرص و القضاء على مختلف الفجوات السوسيولوجية و القانونية وغيرها بين المرأة والرجل والأجيال الصاعدة”.
وفيما يخص ورش الحماية الاجتماعية و الاستثمار في المنظومة الصحية، أوضح الخبير السياسي، أن “الطموح الأساسي يقوم على تعزيز فرص المواطنين في تحقيق الحد المطلوب من جودة الحياة و التمكين الاجتماعي وتطوير إمكاناتهم وتعزيز ادماجهم في مسار التنمية والمشاركة في ظروف متساوية في الحياة الاجتماعية والاقتصادية”.
الأجندة الإصلاحية.. دفعة جديدة
وسجل محمد بودن، ضمن التصريح ذاته، أن “جلالة الملك محمد السادس في خطابه السامي بمناسبة الذكرى 23 لعيد العرش المجيد، أعطى دفعة متجددة وطموحة للأجندة الاصلاحية للمملكة المغربية، من خلال التزامات واضحة و إجراءات وإنجازات ملموسة في المجالات الاجتماعية و الاقتصادية و الحقوقية لصالح المغاربة رجالا ونساء”.
ولفت الخبير السياسي، إلى أن “المغرب من منظور جلالة الملك يرتقي لمستوى الفرص والتحديات في الظرفية الراهنة لتجنب أي نقص أو خصاص أو ابتعاد عن المصلحة العامة من أجل المصلحة الفضلى للمواطنين في هذه المرحلة وما يليها، مما يتيح المجال أمام التحسين والتطوير دائما بمشاركة مختلف الفاعلين والقوى الحية لاستيعاب التحولات الجديدة”.
وخلص بودن، إلى التأكيد على أن “خطاب العرش يعكس رؤية ملكية فريدة من نوعها من حيث الشرعية و الحكمة و تحديد الأولويات في سياق دولي مطبوع بالتعقيد وعدم اليقين”.
