أثنى الخطاب الملكي، بمناسبة افتتاح الدورة الأولى من السنة التشريعية الثالثة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، اليوم الجمعة (13 أكتوبر)، على القيم المغربية الأصيلة في عزّ فترات المحن والأزمات، كانت أبرزها واقعة الزلزال العنيف الذي ضرب عدداً من مناطق المملكة، مُشددا على ضرورة مواصلة تقديم المساعدة للأسر المنكوبة.
تضامن وتماسك مجتمعي
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال عبد الفتاح فتيحي المحلل السياسي ومدير مركز الصحراء وإفريقيا للدراسات الاستراتيجية، إن الخطاب الملكي كان احتفالياًّ وتتويجًا لعمل جادٍّ للمملكة المغربية، على مستوى التفاعل مع زلزال الحوز.
وأضاف عبد الفتاح فتيحي، أن الكارثة أبانت عن تماسك مجمعي كبير، جسّد قيمًا عريقة وراسخة للهوية المغربية المتعددة، لكنها مُوحدة، وأبرزت عن تضامن قلّما نجد نظيرا له”.
وأكد المحلل السياسي، أن التضامن الذي تحدث عنه جلالة الملك في خطابه إلى أعضاء غرفتي البرلمان بمجلسيه النواب والمستشارين، هو مُجسدٌّ في القيم الدستورية، وأننا أمام تتويجٍ لهذه القيم المُدسترة التي تعكس اليوم، التكاثف والتلاحم في ملحمة وطنية مهمة جدا، رغم الخسائر التي كلّفتها الكارثة من الناحية البشرية ومن الناحية المادية.
وقال مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية: “إن القيم الوطنية المُعبر عنها في تفاعلِ جلالة الملك والشعب وجمعيات المجتمع المدني، وكافة القطاعات الحكومية، بشكل متناسق ومنسجم، أدت إلى نتائج جيدة وجعلت المملكة المغربية قادرةً على تجاوز مخلفات الكارثة الطبيعية بنفسها مع تدخل محدود لعددٍ من الدول، ما كرّس قوة بلادنا”.
قِيمٌ مصدرُ فخر واعتزاز
وفي سياق تكريس هذه القيم، يُضيف المحلل السياسي، تحدث جلالة الملك محمد السادس، عن مخططات تنموية يجري تنزيلها، الأمر يتعلق بالحماية الاجتماعية، وبالسجل الاجتماعي الموحد، الذي دعا إلى تفعيله وأجرأته خلال نهاية هذه السنة، بعد استكمال كافة المساطر المتعلقة بالتشريع، وبالتالي لم يبقى إلا تنفيذها لتعزيز تماسك المجتمع المغربي، وزيادة قيم الوطنية العريقة والأصيلة والمتضامنة للمملكة المغربية: “هي اليوم مصدر فخر واعتزاز”، كما أكد جلالة الملك.
إعادة الإعمار والبناء
وخلص المتحدث نفسه، إلى أن الخطاب الملكي، تضمّن تأكيدا على أن المملكة المغربية ستعمل على إعادة الإعمار والبناء، وأنها بذلك تلقّت تتويجا وإشادة دولية كبيرة، تجسّد ذلك، يضيف المحلل السياسي، خلال الاجتماعات السنوية للبنك وصندوق النقد الدوليين بمدينة مراكش، الفرصة التي وصفها بالسانحة للتعبير عن الإعجاب بالتدابير الفورية والاستعجالية المتخذة بعد وقوع الزلزال، ما يعكس قوة وإرادة ملكية وشعبية مغربية كبيرة جدا.
مشروع لتطوير الأسرة
وحسب مدير مركز الصحراء وأفريقيا للدراسات الاستراتيجية: “إن جلالة الملك بشّر بمشروع يتعلق بتطوير الأسرة المغربية باعتبارها الأساس النووي للمجتمع، والتي يجب أن تتعزز بقيم تضمن استقرارها بالقدر الذي يُسهم في حماية القيم الوطنية التي هي مصدر افتخار واعتزاز بالنسبة لكل المغاربة، وتجسدت خلال التفاعل العفوي لجلالة الملك والشعب مع كارثة زلزال الحوز”.
