• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأحد 31 مايو 2020 على الساعة 15:00

خبير نفسي معلقا على صفحات التكفير: الفايس بوك أصبح مرتعا للثأر… ونتحول إلى “مصرنة” المجتمع

خبير نفسي معلقا على صفحات التكفير: الفايس بوك أصبح مرتعا للثأر… ونتحول إلى “مصرنة” المجتمع

ظهرت على مواقع التواصل الاجتماعي في المغرب مجموعة من الصفحات التي نصبت نفسها مدافعة عن الدين وتحارب المنكر وتحرس الفضيلة، حسب اعتقاد مسيريها.

هذه الصفحات التي تتبنى فكرا إقصائيا بشكل كبير وتوزع صكوك الغفران وتصنف الأشخاص كمؤمنين وكافرين ومنافقين، بناء على أفكار رجعية لا تمت للمجتمع المغربي المعروف منذ قرون بالتعايش وتقبل الاختلاف.

هذه الظاهرة الشاذة التي بدأت تتغلغل شيئا فشيأ وسط مواقع التواصل الاجتماعي وخاصة على موقع الفايس بوك، وأصبحت تقودها صفحات يتابعها الآلاف من المغاربة، ويشاركون منشورتها، لم تتوقف عند حد انتقاد سلوكات متفرقة، بل صارت تقود حملات تبليغ (سينيال) وهجوم على شخصيات معينة، متهمين إياهم بالنفاق أو الكفر، حتى وصل الجهل ببعض مسيريها إلى التحريض على العنف ضد هؤلاء المستهدفين.

الإقصاء والتهميش

ويعتبر أستاذ علم النفس، رضا محاسني، أن أهم الدوافع النفسية لهؤلاء المحرضين نابعة من شعورهم بالإقصاء والتهميش من طرف المجتمع المتحضر، الذي يقيم الأشخاص حسب مكانتهم المجتمعية والفكرية وليس حسب الإيمان أو التدين، ما يجعلهم يبحثون عن فرض نفسهم بادعاء الطهرانية والفضيلة، وإقصاء من يعتقدون أنهم قاموا بإقصائهم من قبل، بعدما تفوق عليهم بالاندماج في متطلبات العصر الحالي.

الثأر ونظرية المؤامرة

ويقول المعالج النفسي إن دافع الثأر والقصاص يساهم في ظهور هذه الحملات، خاصة عندما يتم اعتقال أحد الشيوخ السلفيين أو يتم انتقاد توجه ديني معين، حيث ترى هذه المجموعة من المحرضين أنهم ضحايا ومستهدفون، وأن المؤامرة التي تحاك ضدهم، من طرف جهات وهمية تعيش في مخيلتهم، بدأت تحصدهم تل والآخر، وأن مخالفيهم فكريا يتم تحريكهم من طرف هذه الجهات لتشويه الدين والجماعات الدينية.

الخطاب العاطفي والقصور الفكري

ويرى الأستاذ في جامعة الدار البيضاء أن هذه الصفحات التحضيرية تستغل الخطاب العاطفي لتهييج متابعيها، وتغليف أهدافها بالدين الذي يشكل عند مجموعة من المغاربة محركا قويا، في ظل القصور الفكري لدى هذه المجموعة التي ترى نفسها مكلفة بالدفاع عن الدين وعن معتقداته وشخصياته، وعيش دور البطولة الوهمية، بسبب عقد طفولية لم تتلقى الرعاية النفسية المناسبة.

مصرنة المجتمع المغربي

ومن جهة أخرى، شدد المعالج النفسي محاسني في تحليله للظاهرة على أن عددا من المواطنين المغاربة يسيرون في طريق “مصرنة” المجتمع المغربي، موضحا أن ذلك راجع إلى تأثرهم بعدد من القنوات الدعوية المصرية على اليوتيوب والتلفاز، وتأثرهم بشكل كبير بعقلية “النهي عن المنكر” و”جرائم الأخلاق” والفكر الإقصائي والتكفيري التي تنهجه جماعات فكرية تنتمي إلى مصر، محذرا من آفة الاستيلاب والتأثير على الشباب المغاربة.

الإعلام المغربي

وفي السياق ذاته، انتقد رضا محاسني تقصير الإعلام المغربي في مواجهة هذه الظاهرة، وعدم التركيز عليها، خاصة عندما يتم إلقاء القبض على أحد الشيوخ السلفيين أو أحد مريدي هذا الفكر، مشددا على أن المتابعة القانونية ليست كافية في مثل هذه الحالات، وأن على المواقع والمنصات الإخبارية توضيح الأسباب والدوافع وراء الاعتقال وعدم ترك الصفحات الفايسبوكية تحول المجرم إلى ضحية.