أكد الخبير في الشؤون الدولية المعاصرة، محمد بودن، أن الخطاب الملكي بمناسبة افتتاح الدورة التشريعية للبرلمان “حدد أسبقيات وأولويات المرحلة من أجل استثمار المكاسب المحققة واستكشاف جوانب جديدة لإضافة مصادر زخم جديدة لقضية الأمة المغربية وتعزيز ديناميتها الدولية”.
أولويات المرحلة
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد بودن، إن “الخطاب الملكي بمناسبة الدورة التشريعية الأولى من السنة التشريعية الرابعة من الولاية التشريعية الحادية عشرة، جاء مرسخا للخيارات الوطنية الكبرى في ملف الصحراء المغربية وقدم استراتيجية عمل واضحة ترتكز على ثقافة استراتيجية ومعرفة عميقة بمقتضيات المرحلة وبعد نظر في الحكم على الوقائع والتطورات”.
وأوضح الخبير، أن “الأمر يتعلق بخطاب زعيم حكيم ومجدد للمقاربات وفق التطورات الحاصلة داخليا وخارجيا وفي مختلف أبعاد ملف الوحدة الترابية للمملكة المغربية”.
وأبرز بودن، أن “خطاب جلالة الملك محمد السادس حدد أسبقيات وأولويات المرحلة من أجل استثمار المكاسب المحققة واستكشاف جوانب جديدة لإضافة مصادر زخم جديدة لقضية الأمة المغربية وتعزيز ديناميتها الدولية حيث نسج الخطاب الملكي مسارا واضحا بشأن ملف الصحراء المغربية في المستقبل”.
وفي مسار انتقال ملف الصحراء المغربية من مرحلة التدبير إلى مرحلة التغيير تحققت العديد من المتغيرات يمكن إبرازها كما يلي:
أولا : التغيير التنموي في واقع الصحراء المغربية بمعزل عن المسار الأممي للملف وقد تعزز الواقع التنموي المزدهر بالأقاليم الجنوبية مع إطلاق جلالة الملك للنموذج التنموي في سنتي 2015 و 2016 بغلاف مالي بلغ 77 مليار درهم.
ثانيا: حصول متغيرات عديدة في لغة الأمم المتحدة ومجلس الأمن منذ سنة 2007 وفي مواقف الدول التي اخذت مبادرة الحكم الذاتي مساحة أكبر في بياناتها وخطاباتها المتعلقة بملف الصحراء المغربية كما ان دعم مبادرة الحكم الذاتي لم يعد نقطة خلاف في المجتمع الدولي ، و منذ عودة المغرب للاتحاد الافريقي في سنة 2017 حصل تحول كبير في دور الاتحاد الأفريقي بشأن الملف.
ثالثا : من المتغيرات الواضحة في مسار النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية يمكن تسجيل توقف الاعترافات بالكيان الوهمي بحيث بلغ عدد الدول التي لا تعترف أو لم يسبق لها الاعتراف به 164 عضوا بالامم المتحدة.
رابعا : من بين مظاهر التغيير الكثيرة أن الصحراء المغربية أصبحت منطقة جذب للاستثمارات الدولية وقطبا قنصليا منذ سنة 2020.كما أنها تمثل نقطة ارتكاز هامة في العلاقات التجارية عبر الأطلسي وفي التعاون الأمني لمكافحة مختلف التهديدات.
قيادة التغيير وتحقيق التنمية
وشدد الخبير، على أن “الهدف بالنسبة للمغرب ليس هو تدبير الملف لكسب الوقت أو إطالة النزاع المفتعل حول الصحراء المغربية بل قيادة تغيير واضح المعالم وأخذ زمام المبادرة في إطار السيادة المغربية بالبحث عن حل و التغيير المنشود جاء عبر مبادرة الحكم الذاتي التي تجد صداها في معايير الحل المحددة في البند الثاني من القرارات الأممية الأخيرة
و بالتالي فالمغرب بقيادة جلالة الملك محمد السادس يركز على النتائج و المبادرات الملموسة وليس على انتاج الحلقات المفرغة و الخطوات العقيمة التي تقوم بها الأطراف المناوئة”.
وخلص بودن، إلى أن “ما يقوم به المغرب كما ورد في الخطاب الملكي السامي لا يتعلق بنوايا أو أوهام بل بعمل مخلص ونتائج واضحة تتراءى أمام الرأي العام المحلي والدولي في إطار منطق يخلص إلى أن سيادة المغرب حق راسخ وحقيقة ثابتة والنزاع المفتعل حولها سينتهي في أسرع وقت وشروط ذلك متوفرة وتتعزز كل يوم”.