أنعشت التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدتها مختلف الأقاليم والمناطق بالمملكة الفرشة المائية، وساهمت في رفع مردودية السدود، إلا أن الارتفاع المبكر في درجات الحرارة قد يؤدي إلى تسريع وتيرة تبخر المياه، مما قد يبدد المكاسب المحققة بفضل هذه الأمطار.
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، أفاد الخبير الزراعي ورئيس غرفة الفلاحة ببني ملال، محمد رياض، أن “المغرب عرف خلال الأيام القليلة الماضية ارتفاعا في درجات الحرارة”، معتبرا أن “هذا الارتفاع يظل مقبولا جدا مقارنة بالسنوات الماضية، لكنه مع ذلك يؤثر سلبا على المياه المخزنة في السدود”.
وأشار الخبير الزراعي، إلى “وجود عاملين رئيسيين يؤثران سلبا على حقينة السدود، وهما ارتفاع درجات الحرارة وانخفاض نسبة الرطوبة”، موضحا أنه “عندما تكون نسبة الرطوبة منخفضة جدا، فإن معدل تبخر المياه يرتفع بشكل ملحوظ”.
وأكد المتحدث ذاته، أن “التساقطات المطرية الأخيرة ساعدت على رفع نسبة الرطوبة، ما يخفف من حدة عملية التبخر رغم ارتفاع درجات الحرارة”، مضيفا أن “ظاهرة التبخر تبقى موجودة علميا، ولكنها لن تكون مفرطة في هذه المرحلة”.
كما أوضح رياض، أن “عملية التبخر ستسجل نسبا عالية جدا خلال الأشهر المقبلة يونيو، يوليوز، وغشت، نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة التي تعرفها هاته الأشهر”، مبرزا أن “هناك دراسات علمية تشير إلى أن معدل التبخر خلال هذه الأشهر قد يصل إلى سبعة ميليمترات يوميا”.
واختتم الخبير الزراعي، تصريحه بالتأكيد على “ضرورة الحد من عملية التبخر عبر اعتماد بعض الإجراءات التقنية، مثل تعبئة المياه في خزانات مائية تكون أقل تعرضا لأشعة الشمس، واستخدام تقنيات مغايرة مثل الأغطية البلاستيكية”.
فرح بجدير -صحافية متدربة