حقائق مبهرة كشفتها دراسة حديثة لمجلة “نيتشر” البريطانية، حول الاستقرار الأول للبشرية والذي كانت منطقة تافوغالت شرق المغرب شاهدة على بداياته.
وحسب الدراسة التي اطلع عليها موقع “كيفاش”، فإن أقدم آثار للانتقال من الترحال إلى الاستقرار الأول للبشر قبل 15 ألف سنة تتواجد بالمغرب وتحديدا في مغارة الحمام في تافوغالت”.
وأبرزت المجلة العلمية البريطانية ذائعة الصيت، أن “الدراسة اعتمدت على النظائر المستقرة Stable isotopes والتي أظهرت بشكل واضح الاعتماد على النباتات من طرف الصيادين وجامعي الثمار في أواخر العصر الحجري القديم الأعلى بمغارة الحمام بتافوغالت (15000 – 13000 قبل الحاضر)”.
هذا وقد أجرى الفريق العلمي تحليل نظائر الزنك (δ66Zn) والسترونتيوم (87Sr/86Sr) على الأسنان البشرية والكربون (δ13C) والنيتروجين (δ15N) وتحليل نظائر الكبريت (δ34S) على العاج وكولاجين العظام، و تحليل الأحماض الأمينية الفردية على البقايا البشرية والحيوانية بنفس الموقع بالمغرب. واظهرت النتائج بشكل لا لبس فيه وجود مكون نباتي كبير في النظام الغذائي لهؤلاء الصيادين.
واستخلصت الدراسة، حسب المجلة، نتائج علمية تجعل تافوغالت تتوفر على أقدم الشواهد المادية لتبني نظام غذائي مشابه لما سيعرف في فترة متأخرة من تاريخ البشرية من طرف المجموعات البشرية التي تبنت الاستقرار كنمط للعيش.
وتسلط الدراسة الضوء على أهمية اعتماد المجموعات البشرية مغارة الحمام بتافوغالت على نظام غذائي يعتمد على النباتات، في حين تم استهلاك الموارد الحيوانية بنسبة أقل مما كانت عليه في مواقع العصر الحجري القديم الأعلى الأخرى التي تتوفر عنها بيانات تخص النظاير المستقرة.
ولفت المصدر ذاته، إلى أن الفطام المبكر المحتمل للرضع في تافوغالت يعزز فكرة التركيز على الغذاء النباتي للمجموعات البشرية، ومن المحتمل أن يكون المصدر الرئيسي لتغذية الرضع.
