لا تقتصر الجوائز الفردية على الأداء وحده في عالم كرة القدم الحديثة، بل أصبحت عدة عوامل تتداخل فيها، بعضها ظاهر للعيان، والآخر خفي خلف الكواليس.
وهو الأمر الذي ينطبق تمامًا على حالة النجم المغربي أشرف حكيمي، الذي قدم عامًا استثنائيًا مع باريس سان جيرمان والمنتخب المغربي، لكنه لم يُتوَّج بجائزة الكرة الذهبية الإفريقية لعام 2024، التي ذهبت إلى النيجيري أديمولا لوكمان، لاعب أتالانتا الإيطالي.
حين تتحدث الأرقام
واستطاع لوكمان بأرقامه اللافتة، جذب الأنظار وتحقيق التميز، ولا يعتبر 20 هدفًا و11 تمريرة حاسمة في 57 مباراة مع أتالانتا مجرد أرقام عادية، بل شهادة واضحة على دوره المحوري في الفريق.
في المقابل، ورغم براعة حكيمي، فإن مركزه كظهير أيمن يفرض دورًا تكتيكيًا أكثر منه تهديفيًا، وهو ما قد يجعل تأثيره أقل وضوحًا في أعين المصوتين.
بين البريق الإعلامي والمجهود الصامت
يعد التأثير الإعلامي أحد مفاتيح تتويج لوكمان بالـ”بالون دور”، حيث يعتبر الدوري الإيطالي، بمكانته التاريخية والإعلامية، منصة مميزة للنجم النيجيري لإبراز نفسه، أما حكيمي، الذي يلعب في الدوري الفرنسي مع باريس سان جيرمان، فقد تأثرت حظوظه بغياب فريقه عن المشهد الأبرز في دوري أبطال أوروبا.
لكن دور حكيمي الملعب لا يقتصر على كونه لاعب، بل يساهم في تحقيق التوازن والانسجام لفريقه ومنتخب بلاده، وهي صفات قد لا تنعكس مباشرة على لوحة الأرقام والإحصائيات.
تصويت يُثير الأسئلة
وتعتمد جائزة الكرة الذهبية الإفريقية على تصويت مدربي وقادة المنتخبات الوطنية، إضافة إلى الإعلاميين، هذه المعايير، ورغم شفافيتها الظاهرة، قد تخضع لتأثيرات غير متوقعة، مثل الشعبية اللحظية أو الانطباعات الفردية، فهل أثرت هذه العوامل لصالح لوكمان؟
عدم تتويج أشرف حكيمي بالكرة الذهبية الإفريقية ليس نهاية الحلم، بل سيكون حافزا له خلال كأس إفريقيا التي ستقام في المغرب، فالتتويج باللقب سيزيد من حظوظه للتويج بالجائزة، كما سيكون عدم التتويج بداية لفصول جديدة في مسيرته المبهرة.