• صحافي جزائري: تصريحات تبون سوقية تؤكد أنه لا يمتلك ثقافة رجل الدولة!
  • مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
عاجل
الثلاثاء 26 يناير 2016 على الساعة 13:24

بقلم أستاذ الجيولوجيا المصطفى المعتصم.. نصائح للتعامل مع الزلازل

بقلم أستاذ الجيولوجيا المصطفى المعتصم.. نصائح للتعامل مع الزلازل

المعتصم

المصطفى المعتصم (أستاذ في الجيولوجيا)

هذا الصباح قررت أن أتكلم في أمر إعلامنا الرسمي وغير الرسمي منشغل عنه بالقضايا الكبيرة والعتيدة. ولأن المسؤولين في هذا البلد لا يرون اليوم استعجالية اتخاذ إجراءات تتعلق بحماية أرواح المواطنين أولا وممتلكاتهم ثانيا من الزلازل التي تضرب مناطقنا الشمالية ونزولا عند طلب أحد الأصدقاء سأحاول تقديم بعض النصائح تتعلق بكيفية التعامل مع معطى الزلازل في الأماكن المهددة باستمرار.

بداية يجب التفريق بين توقع حدوث الزلزال وطرق الوقاية منه.

في ما يخص التوقعات:

فكل ما يقال عن توقع حدوث زلزال يدخل ضمن التكهنات التي غالبا ما تجانب الصواب. ولحد اليوم لم تتبث أي من الطرق التي طرحها البعض نجاعتها في تحديد وقت وقوع الزلزال: لا تصرفات الحيوانات ولا ظهور بعض الغازات في الآبار (RADON) إلخ… يمكن أن تدفع أيا كان للتنبؤ بساعة حدوث زلزال مدمر. نعم هناك ارتفاع وتيرة التسجيلات في المراصد الزلزالية ولكن من الصعب جدا الحسم بأن تلك التسجيلات لهزات صغيرة جدا هي مقدمة لزلزال كبير وشيك.
طبعا عند حدوث زلزال متوسط أو كبير يكون حدوث زلازل ارتدادية وارد خصوصا في المناطق المقعرة المحاطة بالجبال كما أن استمرار الهزات الأرضية وازدياد وتيرتها تعني أن الاستقرار لم يحصل وأن الطاقة التي يحررها الزلزال لم تحرر كاملة وأن امكانية حصول زلزال كبير لا قدر الله ممكنة.

في ما يخص الوقاية من الزلازل:

في الأماكن الخطرة المهددة بالزلازل على المواطنين إعداد حقيبة خاصة بالزلزال توقعا لحدوثه في أية لحظة يكون فيها:
بعض الأدوية للعلاج الأولي: ضمادات، منظفات، مزيلات الألم، والأدوية الضرورية لبعض المرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة كالسكري.
مصباح، راديو، صفارة أو صافرة (من الضروري أن يكون لكل فرد من الأسرة صافرة في حال بقي محبوسا في مصعد أو غرفة أو تحت الأرض لأن الكلاب المدربة باستطاعتها سماع الصفير ولو كان صاحبه مدفونا تحت الأنقاض).
حبل، سكين متعدد الاختصاصات، بعض الأغذية ولو على شكل سكريات أو فواكه جافة، الماء الشروب الكافي لثلاثة أيام، ملابس دافئة، أحذية مناسبة (من دون كعب بالنسبة للنساء ومن الأفضل أن تكون رياضية أو ميدانية)، بعض المال، بطاريات شحن الراديو والمصباح.
ويجب الحرص على أخذ الوثائق التي تدل على الهوية والهاتف النقال إن أمكن قبل مغادرة البيت.
بناء الأبنية المقاومة للزلازل، ويجدر الذكر أن هذه الأبنية ليست آمنة كلية من الانهيار أو السقوط كما يظن البعض، فلا شيء يقاوم الزلازل الكبيرة، خصوصا إذا كانت وتيرتها متسارعة، بل فقط تعطي سكانها الوقت الكافي لمغادرتها لحظة وقوع الزلزال.
من الأفضل الخروج من البيت والتجمع في الساحات بعيدا عن المساكن وبعيدا عن خطوط الكهرباء خصوصا خطوط التوتر العالي.
إذا تعذر الخروج من المنزل لسبب من الأسباب كانهيار الدرج (لا يجب استعمال المصعد نهائيا) فإن الأسلم هو أن يكون لك في البيت مكان أكثر أمنا كطاولة خشبية صلبة يمكن الاحتماء تحتها. ولكن لا بد من مغادرة المنزل فور انتهاء الهزة تحسبا للهزات الارتدادية وغير الارتدادية.
عدم تشغيل الهواتف إلا للضرورة القصوى لتخفيف الضغط على الخطوط وإعطاء الأولوية للوقاية المدنية وللسلطات، فالاتصالات في اللحظات التي تعقب الزلازل المدمرة قد تنقذ الكثيرين اللذين يكونون في حالات خطيرة.
عدم استعمال السيارات مما يؤدي إلى سد الطرقات وعرقلة تنقل الوحدات المكلفة بالإنقاذ.
التكافل والتعاضد في اللحظات الأولى لحدوث الزلزال ضروري لإنقاذ الأرواح وإغاثة الجرحى والمحبوسين تحت الأنقاض.
أول ما يتضرر عند حدوث الزلزال المدمر هو قنوات ماء الصرف الصحي وقنوات الماء الشروب، من هنا تأتي أهمية وجود الماء الشروب كاحتياط.
يجب تجنب الذهاب إلى المناطق المشرفة على حافات لإمكانية انهيارها.
يجب تجنب الأماكن التي تشرف عليها حافة صخرية خوفا من تدحرج الصخور نتيجة الهزات.
في حالة المطر الكثيف، يجب الابتعاد عن الحافات الطينية فحدوث انزلاقات ترابية مدمرة أمر محتمل في مثل هذه الضروف (أمطار+ زلزال).
يجب تجنب المناطق التي توجد في سافلة السدود. فانهيار السدود وارد عند حدوث الزلازل الكبيرة لا قدر الله.
الزلازل التي يكون مركزها وسط البحر كما حدث في زلزال الحسيمة الأخير يمكنها أن تحدث تسونامي لهذا يجب الابتعاد عن الشواطئ في مثل هذه الحالات.
هناك تصرف لا بد أن يصبح لا إراديا، خصوصا عند سكان المناطق المهددة بالزلازل وهي إقفال قارورة الغاز عند كل استعمال، فغالبا ما يفوق ضحايا الغازات السامة والحرائق ضحايا الانهيارات عند حدوث الزلازل.
ونظرا لخطر الغازات يجب قطع التيار الكهربائي، وينصح باستعمال المصباح الذي يشتغل بالبطاريات، ويرفض بشكل قطعي استعمال عود الثقاب أو البريكي بعد حدوث انهيارات في المساكن والمنشآت.
يجب الابتعاد قدر الإمكان أوإخلاء المناطق الصناعية كلية.
هذا بعض ما استحضرته عن الوقاية من الزلازل. حفظ الله بلادنا ومواطنينا من كل أذى. اللهم إنا لا نسألك دفع القضاء ولكن نسألك اللطف فيه، آمين.