وجه عمر الشرقاوي، الأكاديمي والمحلل السياسي، انتقادا شديدا لعبد الإله ابن كيران، رئيس الحكومة الأسبق، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية، بسبب تصريحاته الأخيرة التي وصف فيها الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، خلال خطاب بمناسبة عيد الشغل، بـ”المدلول”، في تكرار لما وصفه الشرقاوي بـ”أسلوب غير مسؤول” سبق أن استعمل مع الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب حين قال له: “غزة ماشي ديال باك آ المغرور”.
وقال الشرقاوي، في تدوينة نشرها على صفحته الرسمية على الفايس بوك، إن مثل هذا النوع من الخطاب قد يتفهم من طرف أشخاص عاديين أو سياسيين مغمورين، لكن لا يمكن قبوله من مسؤول سابق على رأس الحكومة، يفترض فيه التعقل والتحفظ واحترام الأعراف الدبلوماسية.
وأضاف الشرقاوي أن عددا من الدول سنت قوانين تجرم الإساءات اللفظية الموجهة لرؤساء الدول الأجنبية، باعتبارها خرقا لأصول التعامل الدولي، وخطرا على العلاقات بين الدول، مشيرا إلى أن المغرب بدوره يتوفر على ترسانة قانونية واضحة في هذا المجال.
وأوضح المتحدث أن المادة 81 من قانون الصحافة والنشر تعاقب كل من أساء لشخص وكرامة رؤساء الدول بغرامات مالية تصل إلى 300 ألف درهم، بينما ينص القانون الجنائي على عقوبات بالحبس تصل إلى سنة كاملة وغرامة قد تبلغ 100 ألف درهم، في حال ارتكاب الفعل بشكل علني.
وختم الشرقاوي تدوينته محذرا من أن مثل هذه التصريحات الطائشة قد تؤدي إلى ردود أفعال من شعوب أو قادة تلك الدول، وقد تمس رموز المغرب نفسها، مستشهدا بالآية القرآنية: “ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم”، مؤكدا أن ماكرون وترامب ليسا خصمين سياسيين للمغرب، بل عبّرا في مواقف سابقة عن دعمهما لقضية الصحراء المغربية.
