أزمة جديدة بين فرنسا والجزائر تلوح في الأفق، بعدما قطعت الناشطة الجزائرية، أميرة بوراوي، حبل الود بين أصدقاء الأمس القريب.
“رجة” في العلاقات الفرنسية الجزائرية
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة القاضي عياض بمراكش، إن “ترحيل السلطات الفرنسية للناشطة الجزائرية أميرة بوراوي ورفض تسليمها للجزائر، سيحدث رجة في العلاقات بين البلدين”.
وأوضح الخبير في العلاقات الدولية، أنه “رغم التقارب الفرنسي الجزائري عقب زيارة ماكرون إلى الجزائر وزيارة شنقريحة إلى فرنسا والاتفاق حول مد فرنسا بالغاز الجزائري والضغط عليها من أجل استخدام نفوذها داخل البرلمان الأوروبي للإساءة إلى المغرب، إلا أن فرنسا عملت ضد رغبة النظام الجزائري ورحلت الناشطة بوراوي”.
وأبرز نشطاوي، أن “هذا الترحيل دفع السلطات الجزائرية إلى استدعاء السفير الجزائري في فرنسا على اعتبار أن بوراوي مواطنة جزائرية رغم أنها تحمل الجنسية الفرنسية وأن ما قامت به السلطات الفرنسية تدخل في الشأن الداخلي للجزائر، وهو ما يعبر عن انزعاج وامتعاض جزائري من الخطوة الفرنسية”.
البرلمان الأوروبي.. انحياز “مفضوح”
وشدد أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة القاضي عياض بمراكش، على أن “هذه الواقعة تفضح الكيل بمكيالين للبرلمان الأوروبي حيث لم يحرك ساكنا في قضية الناشطة الجزائرية، رغم أن أزيد من 3 منظمات حقوقية جزائرية أصدرت بيانات تدين وضعية حقوق الإنسان في الجزائر، مؤكدة أنها “مقلقة أكثر من أي وقت مضى”.
واعتبر الخبير افي العلاقات الدولية، ضمن التصريح ذاته، أن “البرلمان الأوروبي سكت عن تدهور الوضع الحقوقي الذي فضحه الحقوقيون الجزائريون”، متسترا على “موجات القمع التي تمارسها السلطات الجزائرية والتي تشكل خرقا لكل المواثيق والحقوق في طابعها الكوني”.
سفير لـ”التشاور”
وكان التلفزيون الجزائري، أعلن مساء أمس الأربعاء (8 فبراير)، أن الرئيس عبد المجيد تبون، وجه أوامر باستدعاء السفير الجزائري بفرنسا، سعيد موسي، للتشاور.
وأوضح المصدر ذاته أن هذه الخطوة جاءت بعد “مشاركة دبلوماسيين وقنصليين ورجال أمن فرنسيين في تهريب رعية جزائرية بطريقة غير شرعية وغير رسمية يفترض حسب القضاء الجزائري تواجدها بالجزائر”.
ويتعلق الأمر، حسب وسائل إعلام جزائرية، بالجزائرية أميرة بوراوي، التي تمكنت من مغادرة التراب الجزائري نحو تونس بطريقة، قبل أن تستعمل جواز سفر فرنسي لمغادرة تونس نحو فرنسا.
