أثار إعلان وزارة الشباب والثقافة والتواصل، عن إعادة تنظم الدورة الـ28 للمعرض الدولي للنشر والكتاب، بفضاء OLM السويسي بالرباط، للمرة الثانية على التوالي، استياء جماعة الدار البيضاء.
واعتبر عبد اللطيف الناصري، نائب رئيسة جماعة الدار البيضاء، والمفوض في قطاع الشؤون الثقافية والرياضية، أن استمرار ترحيل المعرض الذي كان ينظم في الدار البيضاء إلى الرباط “مخيب للأمل”.
وقال نائب عمدة الدار البيضاء، في رسالة وجهها إلى وزير الشباب والثقافة والتواصل، ونشرها عبر حسابه على موقع فايس بوك، “إن وعد الحر دين عليه، ولقد تقبلنا السنة الماضية على مضض وتفهمنا مبررات نقل المعرض الدولي للنشر والكتاب من مدينة الدار البيضاء التي ارتبط بها إلى مدينة الرباط، تقبلنا الأمر لاسيما أنكم صرحتم ووعدتم بأن نقل هذه التظاهرة أمر طارىء ومؤقت، وبأن المعرض سيعود لمدينته التي عرف ونشأ وتطور بها وأصبح جزءا منها وأصبحت هي أحد مقومات نجاحه”.
وأضاف المسؤول الجماعي مخاطبا الوزير: “لقد قلتم السنة الماضية بأن جماعة الدار البيضاء لا تدعم المعرض، ولقد خصصت الجماعة برسم سنة 2023 في ميزانيتها، لأول مرة، دعما ماليا له قدره 5 ملايين درهم من أجل إنجاح فعاليات المعرض في نسخته 28”.
واعتبر نائب عمدة الدار البيضاء أن “إعلان وزارة الثقافة عن استمرار تنظيم المعرض بمدينة الرباط يشكل خيبة أمل لدينا ولاشك للمدينة ولساكنتها ككل”.
وقال المتحدث: “إننا إذ نعبر لكم عن أسفنا الشديد، نأمل في الآن نفسه بأن تستعيد مدينة الدار البيضاء شرف تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب والسلام”.
وقررت الحكومة الإبقاء على تنظيم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالعاصمة الرباط، بعد تنظيم النسخة الـ27 للمعرض، لأول مرة، سنة 2022، بالساحة الكبرى بحي السويسي بالرباط، بعد سنوات من احتضان الدار البيضاء لفعاليات المعرض، الذي سبق أن حجب خلال سنتي 2020 و2021 بسبب تداعيات جائحة كورونا.
وضمن برنامج عمل الوزارة خلال السنة المالية المقبلة، أعلن وزير الثقافة والشباب والتواصل محمد المهدي بنسعيد، في نونبر الماضي، عن تخصيص غلاف مالي يقدر بـ3 ملايير درهم لدعم المعرض الدولي للنشر والكتاب بالرباط، في نسخته الـ28 برسم سنة 2023، وهو ما يعني ترحيل المعرض بصفة رسمية إلى الرباط.
وسبق لوزير الثقافة أن أعلن، في وقت سابق، أن الرباط تتوفر على إمكانيات تتيح تنظيم المعرض في ظروف جيدة، مُضيفا أن وزارته تلقّت مساهمةً مالية بقيمة ثمانية ملايين درهم مغربي أُضيفت إلى موازنة المعرض التي تقدر باثنتي عشر مليون درهم، بينما “لم يسهم مجلس الدار البيضاء بأيّة مبالغ مالية في السنوات الماضية”.
يشار إلى أن الدورة السابقة من المعرض الدولي للنشر والكتاب، والتي أُقيمت في الرباط بين الثالث والثاني عشر من الشهر الماضي، عرفت مشاركة قرابة 712 عارضاً من 55 بلداً.
وكشفت وزارة الثقافة أن المعرضَ عرف أكثر من مئتَي ألف زائراً، اشتروا مليوناً ونصف مليون كتاب (بزيادة 37 في المئة مقارنةً مع الدورة السادسة والعشرين)، بقيمة تتراوح بين 75 و115 مليون درهم مغربي.
