• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الثلاثاء 23 يوليو 2019 على الساعة 11:00

بالصور والفيديو.. اليوسفي يروي مشاهد من يوم رحيل الملك الحسن الثاني

بالصور والفيديو.. اليوسفي يروي مشاهد من يوم رحيل الملك الحسن الثاني

تحل اليوم الثلاثاء (23 يوليوز) الذكرى الـ20 لحدث كان فارقا في تاريخ المغرب والمغاربة، حدث وفاة الملك الحسن الثاني.

ودع المغاربة، في 23 يوليوز عام 1999، ثاني ملوكهم بعد الاستقلال، الملك الحسن الثاني الذي رحل بعدما احتفل بعيد ميلاده السبعين، وبعدما قضى 38 سنة في سدة الحكم.

ويتذكر المغاربة جيدا، يوم الجمعة 9 ربيع الثاني 1420 الموافق لـ23 يوليوز 1999، كيف أوقفت التلفزة المغربية، وبشكل مفاجئ، برامجها وبثت حصصا من القرآن الكريم، قبل أن ينزل عليهم الخبر كالصاعقة، عندما أطل الصحافي مصطفى العلوي، بعيون دامعة، معلنا الخبر الفاجعة في حدود السادسة مساء.

بعد الإعلان الحزين خرج المغاربة إلى شوارع المملكة لرثاء الملك الراحل، وعرفت شوارع العاصمة الرباط حركية غير عادية، مع إنزال أمني وعسكري غير مسبوق.

الخبر نزل على الخبر كالصاعقة
ومن ذكريات هذا اليوم يقول اليوسفي في مذكراته “أحاديث في ما جرى”، “نزل علي خبر نقل المرحوم الملك الحسن الثاني إلى المستشفى قبل منتصف نهار يوم الجمعة 23 يوليوز 1999 كالصاعقة. ففي الوقت الذي كنت أنتظر توجيهات جلالته لتنظيم أعمال الأسبوع، فإذا بي أسمع أنه نقل فجأة إلى المستشفى”.

وأضاف اليوسفي مستعيدا بعض ما وقع ذلك اليوم: “لم يسعني إلا أن أسرع متوجها إلى مستشفى بن سينا في الرباط، وعند وصولي توجهت مباشرة إلى الجناح الذي كان يرقد فيه، لكن الأطباء كانوا يحضرون الدخول إلى الغرفة التي كان يتلقى فيها العلاج. كانت الأجواء مؤلمة في ذلك الجناح، غير أنها كانت مفعمة بالإيمان والدعوات ليمد الله في عمر جلالته، على الرغم من أنه كان باديا على وجوه المقربين الذين كانوا أكثر اطلاعا على الوضع أن الأمور تطورت بسرعة لا تصدق”.

وقال الوزير الأول في حكومة التناوب التوافقي إن ولي العهد أخبره آنذاك أن “سيدنا في حالة صعبة جدا، ولم يتبق لنا إلا الدعاء له”، قبل أن يتلقى منه مكالمة أخرى يخبره فيها أن الملك انتقل إلى رحمة الله، وأمره بتلاوة القرآن في وسائل الإعلام، كما أخبره أنه يحضر كلمة سيلقيها على الشعب المغربي، ثم اتصل به مرة أخرى لإخباره بالترتيبات الأولية، لإعداد مراسيم البيعة، والشروع بالتنسيق مع التشريفات الملكية في الاستعداد لاستقبال ضيوف المغرب، وتعبئة الهيأة الوزارية لاستقبالهم والترحيب بهم”.

يوم صعب
ووصف اليوسفي في مذكراته ذلك اليوم بالقول: “لقد كان يوما من الصعب تحمله، خصوصا في تلك الساعات الطوال التي كانت مملوءة بالأمل ومشحونة بنوع من الألم، حول هذا المصاب الجلل، كان شعورا مشتركا بالمأساة والحزن، وكانت تلك اللحظات تتطلب التجلد والصبر والرضا بقضاء الله”.

وقال اليوسفي إن الملك محمد السادس أخبره برغبته في تنظيم الجنازة يوم السبت، أي اليوم الموالي للوفاة، وكان عدد من المستشارين يحبذون انتظار ثلاثة أيام للتحضير، لكن الملك قرر في النهاية أن تكون الجنازة يوم الأحد الموالي للوفاة، ولم يقبل تمديد المدة ليكون الإعداد أحسن للتشييع، مضيفا أن رغبته أساسا كانت أن يدفن والده في اليوم التالي بعد الوفاة، حسب ما جرت به العادة عند المغاربة، إلا أنه قبل أن يصبر على مضض إلى يوم الأحد.

وأضاف اليوسفي: “لو أتيح لكل المغاربة حضور الجنازة لحجوا جميعا إلى الرباط، لقد كانت المشاهد مطمئنة ومشجعة، تبين مدى قوة ووحدة هذا الشعب”.

رجل صابر ويشعر بالمسؤولية
وتحدث الوزير الأول في حكومة التناوب التوافقي عن ظروف الملك محمد السادس بعد وفاة والده الحسن الثاني، قائلا: “وجدته رجلا صابرا، رغم الألم العميق الذي كان يعتصر فؤاده، كان يشعر بالمسؤولية الكبرى التي أصبحت ملقاة على عاتقه، وكانت رغبته أن يحضر معه العشاء الرسمي بعد البيعة، لكنه رجع إلى بيته مباشرة بعدها”.

ورغم أن الجو كان مفعما بالألم، إلى أن ذلك لم يمنع الملك محمد السادس من الاهتمام بصحة وزيره الأول عبد الرحمان اليوسفي، “قمت بمرافقته لتقبيل وتوديع جثمان أبيه في القصر، وقد كان حريصا على أن لا أتعب، وأمر أن لا أرافق الموكب الجنائزي، حرصا على صحتي، وتفاديا لحرارة الشمس، وأن انتقل مباشرة إلى مكان الدفن، إلى حين وصول الموكب، لقد كانت تلك اللحظات جد مؤثرة بالنسبة لي”، يقول اليوسفي.