• في زيارة للأقاليم الجنوبية.. وفد دبلوماسي إفواري يحل بالعيون
  • غوارديولا: خلقنا العديد من الفرص لكن بونو وقف سدا منيعا
  • تباحثا حول تعزيز التعاون والتنسيق الأمني.. حموشي يستقبل رئيس جهاز الاستخبارات الوطني لدولة الإمارات
  • أخنوش: الذكاء الاصطناعي أصبح أمرا حاسما وتجاهله يهدر فرصا اقتصادية واعدة
  • بعد انتقاد حفلها في موازين.. شيرين تلجأ للقضاء
عاجل
الثلاثاء 01 يوليو 2025 على الساعة 09:56

انتهى ابن كيران.. ويستمر الكلام

انتهى ابن كيران.. ويستمر الكلام

كتبت إليك ذات زمن، حين كنت تمشي مزهوا بنصر انتخابي،
تصرخ في وجه الصحافيين، وتوزع الابتسامات والوعيد، وتحلم بقيادة طويلة الأمد،
وكنتُ يومها أحذرك من الغرور (المقال
من فتنة القوة أو الاستقواء،
من نشوة السلطة.
لكنك لم تتعظ،
واليوم أعود لأكتب، لا تحذيرا… بل لأسلمك شهادة وفاة سياسية..

 

السي ابن كيران،
أنت لم تَسقط فقط، بل انطمست معالمك.
كل ما تبقى منك: صوت مبحوح يخرج من “كراج”، وأتباع يصفقون خوفا ونفاقا لا حبا، وطموحات مؤجلة لا تتحقق.

 

أنت اليوم، كمن علق في وحل صنعه، وكلما تحرك ليخرج، زاد غرقه.
تحركك ليس نهوضا، بل تخبطا.
كلامك ليس رأيا، بل مرارة مكبوتة.
وخطابك ليس موقفا، بل تصفية حسابات شخصية “أنانية”، مغطاة بآيات وتبريرات.
وما اعتزازك بوصفك “ابن إيران” إلا سقطة من هذا السقطات المتتالية..

 

حين فضحك مصطفى الرميد، الرجل الذي عرفك عن قرب، لم ترد.
أصابتك كلماته في مقتل، فآثرت الصمت،
وحاولت تشتيت الانتباه بمقذوفات “إبن إيرانية” مهترئة.
لأنك تعلم أن المواجهة معه ليست كتصفية الحساب مع من يعارضك..
بل كانت مواجهة بين الحقيقة… وصورتك المهزوزة.

 

أما داخل الحزب، فمن يناصرونك يفعلون ذلك لا قناعة، بل خوفا من بطانة تحيط بك كالجدار.
صامتون، مطأطئو الرؤوس، يكررون خطابك رغم خلوه من المنطق،
ينصرونك وأنت ظالم ومظلوم،
بل حوّلوا حتى الشرع إلى مطية لتبرير سقطاتك.
يتلونون بتفسير الدين حسب ما يخدمك،
فيجعلونك الفقيه، والمجاهد، والمظلوم، والمنتصر… وكل ذلك في آن واحد.

 

السي ابن كيران،
لو كنت تملك ذرة من الحكمة، لتوقفت.
لكن كما يقال: أسوأ الزعماء من يرفضون الاعتراف بأنهم انتهوا.

 

أنت لم تعد حاجة للمشهد السياسي، بل عبئا عليه.
تتحدث عن الإصلاح وأنت من فرط في أهم فرصه.
تتكلم عن الشعب وأنت من باعه.
تتحدث عن “كلاب” وفي أسنانك سعار الضباع..
تتهم الدولة وأنت المستفيد من أموالها،
فكن قانعا لا “قَانَعْ” ولو لمرة واحدة..

 

وبين كل هذا،
ما زلت تظن أنك الأذكى،
وأنك ترى ما لا يراه الآخرون،
وأنك الوصي على الوطن، والدين، والأخلاق، والتاريخ،
وحتى على المستقبل الذي يضيع منك..

 

لكن الحقيقة أن الزمن تجاوزك.
إنك مجرد صفحة عالقة، لا يريد محيطك طيها لأن حبرهم جف..

 

السي ابن كيران،
الحقيقة، لا فائدة من لومك،
فشكرا على البدايات… وعزاؤنا في النهايات.