
[email protected]
منذ سنوات لم أكتب عن حزب يسمى الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وما نويت أن أعود إلى الكتابة عنه لولا أن تسللت إلى أذني، عبر هاتف شخص كان حاضرا في افتتاح المؤتمر التاسع (الجمعة 14 دجنبر في بوزنيقة)، شعارات من حناجر بعض المؤتمرين منتشين بـ « البونيس » الذي ربحوه من سنوات « المعارضة » أو « العناد » مع النظام. حين سمعت البعض يردد: “اتحادي اتحادي حزب ثورة على الأعادي”، وللتذكير نحن في عام 2012 (باش ما ننساوش)، شعرت بكثير من التقزز، بعدما كان هذا الشعار يفعل فعلته في ويجعلني “أنتشي”، دون أن أكون اتحاديا أو أفكر في أن أكون. وحين قرأت أن البعض ردد شعار: « مجرمون مجرمون قتلة بنجلون” في وجه رئيس الحكومة، تيقنت أن بعض الاتحاديين يعانون عقدة كبيرة تسمى: التاريخ.
إنه بؤس، أو وهم، الشعارات. إنه خندق الماضي. إنه العقم. إنه العجز عن الخلق. الحزب الذي لا يستطيع أن يبدع شعارات تلائم المرحلة، ويقتات على “السلف الصالح” فحسب، لا يمكن أن يتجدد، ولا يمكن أن ننتظر منه وجوها جديدة، ولا خطابا جديدا، ولا فعلا جديدا، اللهم إذا كانت القيادة في واد والقواعد موزعة على أودية أخرى.
لكل حاضر جذور في الماضي، على الأقل من باب “اذكروا أمواتكم بخير”، إنما أن يتحول التاريخ إلى “أصل تجاري” فهذا تعبير عن عجز سياسي لا نظير له.
حاربتم الحكم الفردي؟ نشهد لكم بذلك (مع أننا لا نعرف التفاصيل حيث يسكن الشيطان).
دخلتم السجون؟ نشهد لكم بذلك (مع أننا لا نعرف التفاصيل حيث يسكن الشيطان).
ناضلتم من أجل الحرية والديمقراطية والمساواة والعدالة الاجتماعية؟ نشهد لكم بذلك (مع أننا لا نعرف التفاصيل حيث يسكن الشيطان).
نشهد لكم بذلك كله، وبأكثر منه، إنما يكفينا المن بما فعلتم. إن فعلتم ذلك لأجل الوطن، شكرا لكم، وجزاؤكم في الآخرة (مع أن بعضهم تقاضاه في الدنيا). أما إن فعلتم ما فعلتم من أجل أن تذكرونا، كل مرة، بأنكم فعلتم وفعلتم، فالأمر صار يشعرنا بالكثير من الضيق، فالكلمة الطيبة أفضل من “نضال” يتبعه “أذى”.
قبل هذا وذاك: هل من جديد لديكم؟