بمناسبة اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم، الذي يُخلّد في 17 ماي من كل سنة، أطلقت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية حملة وطنية تمتد من 17 ماي إلى 17 يونيو 2025، تحت شعار “قيسوا ضغطكم الدموي بدقة، وراقبوه، لتعيشوا عمرا أطول”.
وتضع الحملة الصحية المواطن في قلب الاهتمام، وتروم رفع الوعي بأهمية الوقاية والكشف المبكر والتكفل الفعال بمرض يعدّ من أخطر عوامل الوفاة المبكرة في العالم.
ويطال ارتفاع ضغط الدم، أو ما يُعرف بـ”القاتل الصامت”، قرابة 1.28 مليار شخص بالغ حول العالم، في ظل معطى صادم: أكثر من 46% منهم لا يعلمون بإصابتهم، بينما لا يتجاوز معدل التحكم في المرض نسبة 21%.
وتؤكد معطيات وزارة الصحة أن 29.3% من البالغين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، مع ازدياد النسبة بشكل حاد لدى من تفوق أعمارهم 70 سنة، إذ تصل إلى 69.3%، بينما لم يسبق لأزيد من ثلث المشاركين في المسح الوطني لعام 2018 قياس ضغطهم الدموي، خاصة في صفوف الرجال (52%) وساكنة المناطق القروية (43.5%).
ومنذ أواسط التسعينات، وضعت وزارة الصحة برنامجا وطنيا خاصا للتصدي لارتفاع ضغط الدم، من خلال اقتناء الأدوية وأجهزة التشخيص الضرورية (مثل أجهزة قياس الضغط وتخطيط القلب)، وتكوين الأطر الطبية والتمريضية العاملة في مؤسسات الرعاية الصحية الأولية. وهو ما مكّن، خلال سنة 2024 فقط، من التكفل بأزيد من 1.2 مليون حالة.
ويأتي تخليد اليوم العالمي لارتفاع ضغط الدم هذه السنة في سياق تعزيز هذه المكتسبات، حيث أطلقت الوزارة حملة إعلامية ورقمية تحسيسية شاملة، تمتد شهرا كاملا، وتشمل توزيع دعائم تواصلية، وتنظيم أنشطة للتوعية والكشف المبكر، وتكوين مهنيي الصحة، بتعاون مع مختلف المتدخلين.
وتبدأ مواجهة ارتفاع ضغط الدم بخطوة بسيطة لكنها جوهرية وهي قياس الضغط بانتظام، إذ كلما تم الكشف المبكر عن المرض، كلما سهل التحكم فيه وتفادي مضاعفاته الخطيرة، من أمراض القلب والسكتات الدماغية إلى القصور الكلوي وفقدان البصر.