يشهد المنتظم الدولي تحديات كبرى تجعل من إصلاح مجلس الأمن وخلق تمثيلية داخله لإفريقيا ضرورة ملحة لضمان استقرار وسلم الدول، حيث يبرز المغرب كأكثر مترشح أحقية لشغل منصب العضو الدائم عن القارة السمراء.
السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة بنيويورك، عمر هلال، صرح أن المغرب يعد البلد المؤهل أكثر من غيره والذي يتوفر على أكبر “شرعية” لتمثيل القارة الإفريقية كعضو دائم في مجلس الأمن.
المغرب عضو دائم
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة القاضي عياض بمراكش، إنه “في حال التخطيط لإصلاح مجلس الأمن من خلال الزيادة في عدد أعضاءه، فالقارة الإفريقية تبقى القارة المظلومة والمؤهلة لشغل منصب عضو دائم بمجلس الأمن بما يتضمن هذا العضو من حق الفيتو والسهر على السلم والأمن الدوليين”.
وأبرز الخبير في العلاقات الدولية، أنه “كما جاء على لسان السفير عمر هلال، يبقى المغرب من بين الدول التي لها أحقية في أن تحصل على هذا المقعد الدائم لاعتبارات كثيرة سواء تعلق الأمر بمشاركتها في السلم والأمن الدوليين من خلال مشاركتها في قوات حفظ السلم في عدد من دول العالم”.
فاعل أساسي
وأبرز نشطاوي، أن “المغرب يتمتع بموقع استراتيجي مهم وعلاقات قوية مع كل البلدان سواء الأمريكية أو الأوروبية”. ولفت الخبير إلى أن “المغرب انخرط بكل ثقة في كل برامج الأمم المتحدة سواء تلك المتعلقة بالإرهاب أو محاربة الجريمة المنظمة أو تبييض الأموال إلى جانب أنه يلعب دورا مهما في الحد من الهجرة. المغرب عامل مهم للاستقرار في المنطقة يحظى باهتمام وثقة كل الدول عبر العالم، وهو اقتصادية ناشئة ومهمة في المنطقة وله دور مهم داخل الاتحاد الإفريقي”.
وشدد نشطاوي، على أن “كل هذا يبرز الدينامية التي يعيشها المغرب في عهد صاحب الجلالة والتي تؤهله إلى شغل منصب عضو دائم في مجلس الامن صحيح أنه ستكون هناك منافسة قوية بين المغرب وجنوب إفريقيا ومصر ونيجيريا لشغل هذا المنصب لكن المغرب يتوفر على حلفاء وتنقيط جيد في عدد من القضايا السياسية والاقتصادية، وأكيد أنه ستكون له حظوة لنيل هذا المنصب متى تم الإقرار بتغيير وتعديل ميثاق الأمم المتحدة بضم أعضاء جدد لمجلس الأمن”.
أدوار ريادية
وبدوره، قال المحلل السياسي، و رئيس المرصد الصحراوي للإعلام وحقوق الإنسان، محمد سالم عبد الفتاح، إن “المغرب يتميز بحضور قوي على الساحتين الإقليمية والدولية خاصة أدواره الريادية في رعاية دهود السلام واحتضان الوساطات الحميدة التي نجح من خلالها في حلحلة العديد من النزاعات الدولية لعل أهمها جهود المملكة الناجعة فيما يتعلق بالأزمة الليبية”.
ويرى عبد الفتاح، أن “السياسة الخارجية للمملكة تتميز بتبصر الحكمة والرزانة في التعاطي مع القضايا ذات الطابع الدولي بحيث تلتزم المملكة بمبادئ الشرعية الدولية خاصة مبادئ التسوية السلمية للنزاعات واحترام سيادة الدول والحفاظ على وحدتها الترابية، إلى جانب احترام مبادئ حسن الجوار”.
مبادرات للسلام
وأبرز المحلل السياسي، أن “المملكة قادت العديد من المبادرات ذات الطابع الإقليمي والقاري لاسيما مبادرات ملك البلاد في تعزيز التكامل الاقتصادي بين البلدان الإفريقية الأطلسية فضلا عن جهود تمكين بلدان الساحل من الولوج إلى الواجهة الأطلسية”.
ولفت سالم عبد الفتاح، إلى أن “موقع المملكة الاستراتيجي يتعزز باعتبارها بوابة قارية تتيح الولوج إلى العديد من المجالات الحيوية في القارتين الأوروبية والإفريقية”..
