شهد المغرب خلال 25 سنة من تدبير جلالة الملك، ثورة اقتصادية كبرى، حررت الخبرة والكفاءة الوطنية في صناعات ثقيلة تنافس بها المملكة لتعزيز مكانتها في خارطة التصنيع العالمية.
وفي تصريح لموقع “كيفاش”، بمناسبة الذكرى الـ 25 لعيد العرش، استحضر الخبير الاقتصادي، محمد جدري، أبرز ما يتفرد به الاقتصاد الوطني ويجعله في مصاف الدول الطموحة في مجال الصناعات الثقيلة.
وأوضح جدري، أن “المغرب يعول على الصناعة التي أصبح مطلوب منها اليوم أن تلعب دوراً حيوياً في خلق الثروة وتوفير فرص العمل لحوالي 300 ألف باحث عن شغل يتدفقون سنويا، عبر مجموعة واسعة من القطاعات”.
صناعة السيارات
وسجل الخبير الاقتصادي، أن “صناعة السيارات من أهم القطاعات الصناعية في المغرب، حيث تسهم في جذب الاستثمارات الأجنبية المباشرة وتوفير فرص العمل في مجالات مختلفة مثل التصنيع والهندسة والتكنولوجيا”.
وتستفيد هذه الصناعة، حسب جدري، من الموقع الاستراتيجي الجذاب بين أوروبا وإفريقيا والشرق الأوسط، والاستثمارات الأجنبية التي ساهمت في نمو القطاع.
ولفت الخبير، أنه بفضل الرؤية الملكية المستنيرة، يستفيد قطاع صناعة السيارات في المغرب من مناخ تنافسي، حيث تعاونت الحكومة المغربية مع شركات سيارات عالمية مثل رينو وبيجو ستروين وفورد لتأسيس مصانع في المغرب، ما أدى إلى توفير فرص عمل للشباب المحلي ورفع مستوى الاقتصاد.
وشدد المتحدث ضمن التصريح ذاته، على أن “قطاع صناعة السيارات أصبح قطاعا مهما خلال السنوات الماضية، بحيث أن هذه المنظومة الصناعية أصبحت تتوفر على أكثر من 250 مصنعا في مختلف مدن المملكة بقدرة إنتاجية تصل إلى أكثر من 700 ألف سيارة في السنة”.
صناعة الطائرات
وفي الصناعات الثقيلة، يبرز المغرب كرائد دولي في صناعة الصائرات، حيث تستقطب الشركات العالمية للطيران مثل بوينغ وإيرباص لإنشاء مراكز صيانة وإصلاح الطائرات، مما يعزز الفرص الوظيفية للمهندسين والفنيين، يوضح محمد جدري.
وسجل جدري، أن “هذا القطاع الذي أصبح اليوم يشغل أكثر من 18 الف منصب شغل في حوالي 142 مقاولة في هذا الميدان، ناهيك عن تحقيقه لحوالي ملياري دولار كرقم معاملات خلال سنة 2023 بنسبة إندماج محلية تعادل 38 في المائة”.
وتنضاف إلى صناعة السيارات والطائرات، صناعات أخرى كصناعة النسيج والألبسة والجلد والصناعات الغذائية التي تساهم كلها في خلق الثروة وتوفير فرص العمل، مما يعزز النمو الاقتصادي ويسهم في تحسين مستوى المعيشة للسكان