• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 19 يناير 2017 على الساعة 14:36

الشوفاج الحكومي!

الشوفاج الحكومي! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

كُتب الكثير من الكلام حول السياسة في الشهور الأخيرة. هي حالة إسهال استثنائية، والإسهال قد يأتي مسبوقا بشعور بالغثيان أو يليه.

من هذه الضفة، أو من تلك، أو من ما بين الضفتين، تتنوع القراءات والتحليلات والسيناريوهات والتوقعات والتنجيمات وقراءات الكف والطالع والفناجين والكؤوس، وقراءة كافة أنواع الأواني، حول ما يحدث في المغرب، أو بالأحرى حول ما يحدث في الرباط وما جاورها، بل ما يحدث في جزء من الرباط، أما ما تبقى من الوطن فمشغول بالصقيع وبالعزلة، وبما يلخصانه من فقر ومعاناة، بعيدا عن العاصمة الدافئة.

سوق سياسي مليء بالضجيج والصياح والرواج والمضاربات و”التشطار” والمساومات. “التجار” فيه كثر، و”السماسرة” كثر، وبياعو الكلام كثر، و”البراحة” كثر، ومفتولو الألسنة كثر، والفتوات كثر، والنشالون كثر، والعسس والحرس والأعوان كثر، وكل “ينش على كبالته”، متوهما أنه الموجه، موهما الناس أن الصواب ملء قلمه وملء فمه.

الكثير من الكلام “الغليظ” يباع في هذا السوق، وكل بائع يجتهد في عرض سلعته. هناك من يختار ترتيب معروضاته، مستغلا خبرته بهذا السوق، ليوهم بأنه يبيع “المليح”، وهناك من يستعجل البيع والشراء فيفضل الوقوف على باب السوق ليتخلص من “البياسات”. وبين الصنفين هناك صنف ثالث يضع “فراشة” على الأرض يعرض عليها ما توفر.

تجارة الكلام رائجة، وأسهم المستثمرين فيها وصلت مستوياتها العليا في البورصة. هذا تحكم. هذه انتكاسة. هذا إغلاق للقوس. هذا انقلاب على الشرعية. هذا تركيع للبيجيدي. هذا مخطط مخزني. هذه مؤامرة… وغير ذلك مما سار على سبيل هذا النوع من المفاهيم الفضفاضة، المبنية إلى المجهول، المحبوكة بأصابع متشابهة تتقن التقلاز من جيب السروال وليس من تحت الجلابة!

جزء كبير من “الرأي العام” صار رهينة لهذا “البزنس”، مفتونا بهذا “الريكلام” المفتوح، أما مدى موضوعيته أو دقته أو حياده فلا من يسأل، لأن التجارة شطارة، ومن استثمر في هذا الباب استطاع أن يوهم “الزبناء” بأن سلعته مضمونة الجودة، حتى دون حاجة إلى تقديم “خدمة ما بعد البيع”.

المحللون، المفروض أن يكونوا أدوات لتفكيك الواقع، صار صار جزء كبير منهم فاعلا سياسيا، يتحدث عن “البنكرة” أو “الأخنشة”، ويوزع الاتهامات هنا وهناك، ويمنح الصكوك لهذا وذاك، ويتباكى مع المتباكين، ويصعد مع المصعدين.

كل النقاش الدائر، في الشهور الأخيرة، إن كان الدائر يستحق وصف النقاش، محصور في حيز جغرافي محدود، ولولا الفايس بوك، وما جاوره من وسائل التواصل الاجتماعي، لظل محصورا في حيز أضيق، وحكرا على جماعة أصغر، ولظل الشعب مشغولا بموجة الصقيع، فيما النخبة تبحث عن “الشوفاج الحكومي”.

كلما استمر هذا المسمى “البلوكاج الحكومي”، في انتظار “الشوفاج الحكومي” الذي يدفئ في صقيع السياسة، توارت الأسئلة الحقيقية: أين المواطن من كل ما يحدث؟ هل سيشكلون حكومة للمغاربة أم حكومة تدبر أمور شعب آخر في وطن آخر؟ لماذا هم مختلفون في الأصل؟ هل تفرقهم البرامج والمخططات أم النفسيات فقط؟ لماذا يتحدثون عن الأشباح ومؤامراتهم ولا يتحدثون عن العباد الذين يقتلهم الصقيع في المغرب العميق؟
أليست هذه هي الغنيمة التي تحدث عنها الملك؟
إنها غنيمة وأكثر، والمغاربة معهم صاروا أسرى حزب… وأحزاب!

#مجرد_تدوينة