حثت السلطات الأسترالية نحو ربع مليون شخص على إخلاء منازلهم، حيث من المتوقع أن يؤجج ارتفاع درجات الحرارة وسرعة الرياح من حرائق الغابات المميتة عبر الساحل الشرقي.
وجال عسكريون، أمس الخميس (9 يناير)، بيوت جزيرة في جنوب أستراليا لإقناع السكان بالرحيل هربا من الحرائق مع ترقب موجة حر جديدة تنذر بتأجيج النيران.
الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا
ومع بدء ارتفاع درجات الحرارة، طلبت السلطات في ولاية فيكتوريا من الناس الانتقال إلى مناطق أكثر أمنا.
وقال مفوض إدارة الطوارئ في الولاية، آندرو كريسب، لهيأة الإذاعة الأسترالية “أطلقنا تنبيها بوجود حالة طوارئ، وبعثنا رسائل نصية إلى 240 ألف شخص عبر شرق الولاية بشكل أساسي. إذا كان بالإمكان الخروج، اخرجوا وابتعدوا عن الأجزاء النائية التي تكسوها الغابات من ولايتنا”.
ودعا رئيس وزراء فكتوريا دانيال أندروز السكان إلى أخذ استعداداتهم لمحنة طويلة، محذرا “نحن في بداية صيف سيكون صعبا جدا”.
أكثر من 150 حريق لا زال مستعرا
ومن المتوقع أن تتجاوز درجات الحرارة 40 درجة مئوية في أجزاء عدة من أستراليا، اليوم الجمعة، مما يهدد بإشعال موسم حرائق الغابات التي دمرت بالفعل ما يقرب من ألفي منزل، وأتت على نحو ثمانية ملايين هكتار (80 ألف كلم مربع) من الأراضي، وهي مساحة توازي مساحة جزيرة إيرلندا.
وما زال أكثر من 150 حريقا مستعرا في أنحاء البلاد وتخشى السلطات من أن يؤدي تحول للرياح باتجاه الجنوب في وقت لاحق اليوم الجمعة إلى تأجيج النيران وتغيير اتجاه العديد من الحرائق.
وما زالت الرياح قوية ويمكن تصنيفها أنها “مؤذية”، ومن المتوقع أن تجتاح سيدني وملبورن وأديلايد.
وقد ارتفع عدد ضحايا الحرائق المستعرة في غابات أستراليا إلى 27 قتيلا.
كارثة بيئية
وتفوق حرائق أستراليا حرائق كارثية أخرى في أنحاء العالم، وما زالت حرائق شهدتها كاليفورنيا والبرازيل وإندونيسيا في عام 2019 تمثل مجتمعة أقل من نصف المنطقة المحترقة في أستراليا.
والكارثة التي تحل بأستراليا بيئية أيضا. وقدّر العلماء في جامعة سيدني أن يكون مليار حيوان قد نفق في الحرائق، ويشمل هذا الحيوانات الثديية والطيور والزواحف.
وغطى الدخان السام الناجم عن تلك الحرائق سماء مدن رئيسية في أستراليا، مثيرا مخاوف صحية.
وعبر الدخان مسافة أكثر من 12 ألف كم إلى البرازيل والأرجنتين، وفق وكالات الأرصاد في البلدين.