لا يختلف اثنان على ريادة المغرب الإفريقية، في مجال الهجرة، ريادة تجعل من المملكة الشريك الاستراتيجي الأساسي لدول أوروبا، في تطويع الهجرة والحد من الإشكاليات المجتمعية المرتبطة بها.
وأمام القمة العادية الخامسة والثلاثين للاتحاد الإفريقي المنعقدة في أديس أبابا نهاية الأسبوع الماضي، قدم وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، تقرير جلالة الملك محمد السادس، الرائد في قضايا الهجرة، حول تتبع تفعيل المرصد الإفريقي للهجرة في المغرب.
الهجرة رافعة للتنمية
في تصريح لموقع “كيفاش”، قال محمد نشطاوي، أستاذ العلاقات الدولية والقانون الدولي في جامعة القاضي عياض بمراكش، إن “تقرير جلالة الملك محمد السادس جاء لتسليط الضوء على المرصد الإفريقي للهجرة، والجوانب التي يخدمها في فهم ظاهرة الهجرة”.
وأوضح نشطاوي، أن “التقرير الملكي تناول عددا من النقاط، أبرزها أن الجائحة أبانت إلى أي حد أن الهجرة بإمكانها أن تشكل أداة للتنمية خصوصا حين يتعلق الأمر بالحديث عن الدور الذي تلعبه فئة المهاجرين في تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية في بلدانها”، مشددا على أنه “لا أدل على ذلك أكثر من أن هذه السنة بالرغم من الجائحة ارتفعت تحويلات العمال المغاربة بأزيد من 10 مليار دولار وهذا رقم قياسي من شأنه أن يساهم كذلك في تنمية البلدان مصدر الهجرة”.
وأكد تقرير جلالة الملك محمد السادس، حسب أستاذ العلاقات الدولية، على “دعم مجهودات الدول الهادفة إلى جعل الهجرة قاطرة للتنمية وآلية لها إن فهمت بعناية مع نهيئة الظروف اللازمة لتفعيل المرصد، الذي سيكون بدوره وسيلة تساهم في المجهود الهادف إلى جعل الهجرة تلعب دورا مجتمعيا ذو حمولة إيجابية”.
M. Nasser Bourita a présenté, aujourd’hui devant le 35ème Sommet de l’UA à Addis-Abeba, le Rapport de SM le Roi Mohammed VI, Leader sur la question de la Migration, sur le suivi de l’opérationnalisation de l’Observatoire Africain des Migrations au Maroc.
🔗https://t.co/CIlwqhv4fn pic.twitter.com/VLRFRNgyD3— Maroc Diplomatie 🇲🇦 (@MarocDiplomatie) February 6, 2022
المرصد الإفريقي للهجرة
قال الخبير في العلاقات الدولية، ضمن التصريح ذاته، إن “المرصد الإفريقي للهجرة الذي أحدث في المغرب سنة 2018، شكل آلية للعمل على محاولة الاستجابة لفهم ظاهرة الهجرة ودراستها وتبادل المعلومات والبيانات بين الدول الإفريقية من أجل تحويل الهجرة إلى رافعة للتنمية في القارة الإفريقية”.
وأبرز محمد نشطاوي، أن “المرصد أبان للعالم إلى أي حد المغرب بإمكانه مع البلدان الإفريقية أن يرسي حوكمة أفضل لظاهرة الهجرة من خلال فهمها والعمل على إدارتها بشكل يسمح بأن تشكل قاطرة للتنمية وأن تعود بالنفع على البلدان الإفريقية من حيث التنمية الاجتماعية والاقتصادية سواء بالنسبة للدول مصدر الهجرة أو الدول التي تشكل الهجرة بالنسبة لها منطقة عبور أو أخرى حيث يستوطن هؤلاء المهاجرون”.
ولفت نشطاوي، في السياق ذاته، إلى أن “المغرب عوض أن يبقى أرضا للعبور تحول إلى أرض لاستقرار اليد العاملة الإفريقية بكل مؤهلاتها وظروفها لا الاقتصادية ولا الاجتماعية”.
وأبرز التقرير، حسب المتحدث، أنه “في ترابط بين دور المرصد الافريقي وميثاق مراكش للهجرة، ستتحول الظاهرة المجتمعية من صورتها النمطية والتصورات التي تجعل من المهاجر شخص غير قادر على الدفع بالتنمية، إلى عملية آمنة ومنظمة ونظامية، في حال اقترنت الهجرة الإفريقية بمزيد من الحوكمة”.