
المفروض في رجال السياسة، خصوصا من يحلم منهم بتدبير الشأن العام، أن يصرحوا بممتلكاتهم، ويقدموا برامجهم، ويطرحوا أفكارهم، ويبسطوا تصوراتهم لإصلاح أحوال البلاد. أما في المغرب، ولأننا نعاني فقرا جماعيا في تقديم المشاريع السياسية، ولأن فئة عريضة من الشعب صارت لا ترى في السياسة إلا مجالا للفرجة، فقد صارت الموضة هي “التصريح بالأمهات”. وهذا استغلال مرفوض.
بعد السيدة مفتاحة، والدة رئيس الحكومة، أطال الله في عمرها، وشافاها وعافاها، ها هي “مي خديجة”، والدة إلياس العماري، الأمين العام لحزب الأصالة والمعاصرة، أطال الله في عمرها، تدخل، رغم أنفها، معركة السياسة.
وإذا لم يسبق أن سمعنا والدة ابن كيران تتحدث، بقدر ما سمعنا ابنها يتحدث عنها ويروي عنها، فقد سمعنا صوت والدة العماري، تتكلم، ورأينا دمعها يسيل.
شاهدت، مثل كثيرين، مرورها في القناة الأمازيغية، لكن، ورغم أني أفهم الريفية قليلا، لم يعلق بذاكرتي غير عبارة “إلياس ينو” التي كررتها أكثر من مرة. هذه العبارة أنبل ما تنطق الأمهات، لكن “استغلالها” في التسويق السياسي غير مقبول.
وأنا أشاهد دموع “مي خديجة”، وقبل ذلك أسمع ما رواه ابن كيران عن “مي مفتاحة”، بدا أن هذا التوجه مسيء للأمهات وللسياسة في الوقت نفسه. ألهذه الدرجة صار كل شيء مباحا في السياسة؟
هناك من يمارس السياسة بالله، وهناك من يمارس السياسة بالوطن، وهناك من يمارس السياسة بالملك، ولأن هذا كله لم يعد يكفي صاروا يمارسون السياسة بالأمهات.
الأمهات لطلب الرضا وليس لطلب الأصوات في الانتخابات.
#مجرد_تدوينة