خلفت التساقطات المطرية والثلجية الأخيرة ارتياحا كبيرا في نفوس الفلاحين، وبعثت الأمل في قلوبهم، بعد ما أسهمت في تعزيز الموارد المائية وتحسين وضعية السدود والفرشة المائية.
ورافق هذه التساقطات تساؤلات عديدة، لعل أبرزها؛ إلى أي مدى يمكن أن تساهم في إنعاش الوضعية الزراعية لقطاع الحبوب؟.
وفي محاولة للرد على هذا السؤال، يقول الفاطمي بوكريزية، الخبير الفلاحي ورئيس الجمعية المغربية للتنمية الفلاحية، في تصريح لموقع “كيفاش”، بأن كميات الأمطار المهمة التي تساقطت في البلاد أنعشت أمل الفلاحين في الموسم الفلاحي، وزادت من حقينة السدود، وساهمت أيضا في إنعاش الفرشة المائية.
واعتبر الخبير الفلاحي أن الزراعات الربيعية، مثل الحمص، العدس، الذرة، عباد الشمس، الزيتون، واللوز…، لا خوف عليها، على عكس الزراعات الخريفية، مثل القمح الصلب، القمح اللين، الشعير، الخرطال، والزراعات الزيتية…، التي ستتأثر مردوديتها هذا الموسم بحسب كمية الأمطار التي هطلت.
وأوضح المتحدث ذاته، أن المناطق التي ستعرف موسما زراعيا جيدا هي تلك التي شهدت تساقطات مطرية منتظمة منذ الأشهر الأولى من الموسم الفلاحي، أي خلال دجنبر ويناير وفبراير، وبالتالي سيشهد كل من سهل الغرب وسهل سايس موسما فلاحيا متوسطا من حيث الزراعات الخريفية.
وفي المقابل، يتوقع رئيس الجمعية أن يعرف سهل الشاوية، المعروف بزراعة الحبوب، ضعفا واضحا وكبيرا في الإنتاج نظرا لتأخر سقوط الأمطار في بداية السنة الفلاحية.
كما أشار المصدر ذاته إلى أنه بالرغم من التساقطات المطرية الأخيرة التي شهدها المغرب، فإن زمن الإنبات والتفريخ قد فات أوانه، وبالتالي من المرتقب أن يكون موسم الزراعات الخريفية ضعيفا جدا إلى منعدم، مقارنة بالزراعات الربيعية، التي يُتوقع أن تكون جيدة في مختلف المناطق.
فرح بجدير – صحافية متدربة