هالة سرحان ليست مجرد إعلامية فقدت بوصلة المهنية، بل نموذج صارخ للخطاب المتهالك الذي يعكس التعالي الفارغ والتفاهة المستوردة تحت غطاء الإعلام.
ما قالته الثرثارة عن المغرب والمغربيات لا يكشف فقط عن جهلها العميق بتاريخ وثقافة هذا البلد، بل يعري عقلية سطحية لا ترى أبعد من حدود الإثارة الرخيصة. كيف لإعلامية قضت سنوات في الثرثرة على الشاشات أن تسمح لنفسها بوصف شعب بأكمله بـ”الأرذل”؟ هل هذا هو مستوى النقاش الذي تظنه إعلاما؟ أم أنه مجرد ترند زائف تسعى لركوبه بعدما بهت بريقها؟
بقايا حقبة
هالة سرحان ليست سوى بقايا حقبة إعلامية انتهت، حيث كان الصراخ والتجاوزات وسيلة لتحقيق المشاهدات، لكنها لم تدرك أن الزمن تغير، وأن الجمهور اليوم أكثر وعيا ليميز بين إعلام محترم وبين التفاهة المعلبة في قالب ادعاء الجرأة. أن تتجرأ على المغرب والمغربيات بهذا الشكل المهين، فهذا ليس سوى دليل على أزمة في شخصيتها، قبل أن يكون أزمة في خطابها. لو كان لديها أدنى قدر من المهنية، لما سقطت في فخ العنصرية الواضحة، لكنها اختارت الانحدار إلى مستوى خطابات الشوارع الرخيصة.
المغرب ليس في حاجة إلى شهادة من هالة سرحان، ولن يؤثر فيه نعيق الغربان التي تعتقد أن الإساءة للغير دليل قوة. البلد الذي احتضن نجوم مصر وفتح أبوابه لهم، لن يهزه تهريج إعلامي بائد من شخص قرر أن يسيء بدلا من أن يناقش، وأن يهاجم بدلا من أن يحترم.
هالة سرحان ليست سوى صوت نشاز في مشهد إعلامي يحاول أن يتخلص من مثل هذه العقليات البالية، وعوض أن تتحدث عن هذه الطريقة، كان عليها أن تسأل الأرشيف عن التاريخ الحقيقي لمن يستحق هذا الوصف.
نباح إعلامي
سرحان التي تمنت في إحدى المقابلات الصحافية السابقة أن تكون كلبة، قد تحولت فعلا إلى كلبة مسعورة أخرجت أنيابها وبدأت في نهش لحم كل من جاء أمامها ومستعدة اليوم، لفعل المستحيل من أجل العودة إلى الأضواء.
ووجدت سرحان بعد تصريحاتها المسيئة، جيشا من المغاربة الغيورين على بلادهم، يدافعون بشراسة ويردون بحزم على ما جاء في تدويناتها، ويذكرونها كذلك بالفضل الكبير للمملكة على مشاهير مصر.
رد على “خالة”
وكان الإعلامي رضوان الرمضاني بين الأوائل الذين ردوا على سرحان، من خلال تدوينة كتب فيها: “خالة” سرحان درس لكل الذين يكبرون البعرة للبراني على حساب أبناء بلدهم. “خالة” سرحان مطلوب منها أمر واحد لا غير: أن تعتذر للمغاربة. أما الأرذل فمعروف من يكون واسألوا الأرشيف لنا عودة”.
وبطريقته، علق الممثل ربيع القاطي على إساءات سرحان، من خلال تدوينة نشرها على إنستغرام عبر خاصية ستوري، جاء فيها: “كيف لهذه الهالة المتهلهلة المترهلة ان تتجرأ على المرأة المغربية الحرة التي لا تقبل على نفسها الدل والمهانة، خسئت يداك أيتها الحية الرقطاء كل التضامن مع النجمة المغربية وإن عدتم عدنا … يا بقايا البشر”.
وجاء في تدوينة للممثلة عائشة ماه ماه: “أذكرك يا فقيرة المال والأخلاق بسمة بوسيل ابنة المرحوم مصطفى بوسيل محامي معروف وشاطر قد الدنيا وله مكانة خاصة في المملكة المغربية الشريفة وأوروبا وبسمة من يوم يومها مدللة في فيلا أبوها في مدينة ورزازات العالمية”.
ووجه الفنان رفيق بوبكر في فيديو نشره على حسابه الرسمي على إنستغرام رسالة شديدة اللهجة لسرحان، وقال: “الشعب المغربي بزاف عليك وبنت بلادي كبيرة عليك وما توصليهاش”.
وخرجت الإعلاميتان المصريتان بسنت شمس الدين وبسمة وهبة عن صمتهما، بعد التدوينات المسيئة لزميلتهما سرحان.
وبدل أن تخرج هي باعتذار رسمي عما بدر منها، قامت الإعلاميتان بتقديم اعتذارهما وعبرتا عن حبهما للمملكة المغربية الشريفة وشعبها.
ونشرت وهبة على حسابها الرسمي على إنستغرام فيديو قالت فيه: “أحبائي في المغرب أتقدم لكم بخالص الاعتذار وأصدق كلمات الود والاحترام أنتم شعب عزيز على قلوبنا وإخوتنا علاقتنا لا تهزها لحظة عابرة أو سوء فهم”.
وتابعت: “أؤكد لكم أن مكانتكم عندنا محفوظة دائما وأن نسائكم وبناتكم بأعيننا ولكم مننا كل حب واحترام دمتم أهلا للكرم والأصالة وأتمنى أن تقبلوا الاعتذار عما بدر من غيري وتسرع واندفع بهذة الكلمات التي أساءت إليكم أحبكم بزاف”.
وكتبت الإعلامية بسنت في تدوينة على إنستغرام: “أنا عندى سؤال واقف فى زورى الصراحة هي الست المغربية مضايقاكم في ايه !! شوفتوا منها ايه وحش ولا تعرفوا عنها ايه علشان تتكلموا عليها !! تعرفوا ان الست المغربية من اكثر الستات في الدنيا إلى متصالحة مع نفسها ومع كل الستات !! ولو حد فيكم راح المغرب هيشوف بعينه هي ازاي بتتعامل مع باقى الستات من كل الجنسيات وبتحترمهم وبتقدرهم وبترحب بيهم كمان”.
وأضافت: “والناس إلى بتقول انها بتسحر الناس علشان كده بيتعلقوا بيها اه هي بتسحرهم بجمالها ورقيها وذكاءها وثقافتها وأنوثتها وتربيتها وحاجات كتير قوي الست المغربية ست بمعنى الكلمة وست بمية راجل كمان وأم عزيمة وياريت بقى كفاية فتن بين الشعوب وكفاية ركوب للترند للى عنده شغله والى معندوش احنا كلنا ستات وكلنا فينا الخير والبركة .. وشكرا”.
وتطاولت هالة سرحان، في تدوينات على منصة “إكس”، على المغرب حيث وصفته ب”أرذل الشعوب”وكذلك على الفنانة بسمة بوسيل.
وتعود تفاصيل القصة للأسبوع الماضي حين باحت بوسيل خلال لقاء مع الإعلامي محمد قيس، ضمن برنامج “عندي سؤال” بأسرار لأول مرة عن حياتها الخاصة.
واتهمت سرحان، الفنانة بوسيل، بالتنكر لخير مصر وطليقها تامر حسني عليها، وقالت في تدوينتها: “تامر حسني يعنى انت تروح تجيب واحده من أرذل شعوب الأرض وتتجوزها وتديها جنسيتنا وتيجى تسب المصريين وتقول انها فى مصر عاشت في حديقه حيوانات مفترسه وان الشام شافت فيهم طيبه مش موجوده”.
محمد محلا-أميمة لبيض