• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
السبت 24 فبراير 2018 على الساعة 19:09

الإرث وعذاب القبر وصحيح البخاري ومواضيع أخرى.. الزوابع تلاحق أبو حفص

الإرث وعذاب القبر وصحيح البخاري ومواضيع أخرى.. الزوابع تلاحق أبو حفص

لم يكف عبد الوهاب الرفيقي، المعروف ب”أبو حفص”، عن إثارة الجدل بتصريحاته وخرجاته الإعلامية، منذ غادر السجن سنة 2012، بعد تسع سنوات قام خلالها بمراجعات فكرية شاملة، وغيّرته من فقيه “متشدد” إلى “داعية عصري”.
تصريحاته جلبت عليه سيولا من الانتقادات وتسببت له في العديد من الخصومات، بل وصلت حد طرده من هيأة “رابطة علماء المغرب العربي”، وتلقيه تهديدات بالقتل.

عذاب القبر مجرد خرافة

أبو حفص وجد نفسه وسط زوبعة جديدة بسبب تصريحه الذي اعتبر فيه أن “عذاب القبر هو خرافة من الخرافات التي دخلت العقل الإسلامي”.
وقال أبو حفص، في برنامج “استفت قلبك”، على قناة “تيلي ماروك”، إن “عذاب القبر مجرد خرافة وأسطورة من الأساطير التي صدقها الكثير من الناس…الحياة في القبر لا زمن لها، الزمن في القبر يساوي صفر”، مسترسلا: “أن يقول ألف مليار عالم بأن عذاب القبر موجود، لا يعنيني ذلك في شيء، الذي يعنيني أن يوجد دليل على هذا الأمر”.
وفي جوابه عن سؤال حول ما إذا كان يتوفر على ما يثبت صحة كلامه، قال أبو حفص: “لست أنا المطالب بالدليل، الذي يتحدث عن أمر غيبي والذي يتحدث عن حكاية والذي يتحدث عن أسطورة وعن أهوال، وعن سيقع وسيقع.. هو المطالب بالدليل”.

التشكيك في حديث

قبل شهور، أثارت تدوينة لأبو حفص شكك من خلالها في حديث نبوي مدرج في “صحيح البخاري”، وذلك في تعليقه على فوز المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال الانتخابات العامة للمرة الرابعة.
وقال رفيقي في تدوينته: “هل نصدق ما يراد لنا أن نفهم من حديث (لا يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة)، أم نصدق الواقع الذي نراه مع ميركل وما حققته لوطنها خلال ثلاث ولايات واستحقت معه الرابعة؟ فهل الحديث لم يقله النبي عليه السلام علما أنه في البخاري؟”.
وأضاف: “أم أن فلاح ميركل في سياسة قومها أكذوبة ومؤامرة صهيونية ماسونية عالمية لتدمير الإسلام وتكذيب نبي الإسلام؟ ممكن ربما ألمانيا كلها أكذوبة من خيال أعداء الدين لتشكيكينا في مقدساتنا وصرفنا عن دراسة العلم الشرعي؟”.
وتساءل رفيقي: “متى نصالح بين الفكرة والواقع؟ متى نعترف أن كثيرا من النصوص حتى وإن صحت فهي ليست لنا ولا لواقعنا ولا حلا لمشكلاتنا؟ متى نتأكد من أن كثيرا من النصوص لها سياقاتها الخاصة وظروفها وأسباب نزولها التي تجعلها قاصرة عليها فلا تصلح لأن تكون حكما فوقيا على طول الزمان والمكان؟”.

صحيح البخاري

وعلى خلفية الجدل الذي أحدثه كتاب “صحيح البخاري نهاية أسطورة” لصاحبه رشيد أيلال، وجد أبو حفص نفسه محط هجوم بسبب إدلاء رأيه حول الموضوع.
وكتب أبو حفص في تدوينة على حسابه على الفايس بوك: “لقد كان البخاري من أول من مارس عملية غربلة التراث ونقده، فقد انتقى الأربعة آلاف حديثا التي تضمنها كتابه من بين ستمائة ألف حديث، ولولا هذا الجهد لما بلغتنا كثير من الأخبار المساعدة لنا في فهم كثير من السياقات وتحليلها، ولولا ما قام به لكنا اليوم أمام تراث ضخم من الخرافات والأكاذيب نناقش شكل التعامل معها، وكيف نقنع العقول بخرافيتها”.
وتابع الداعية “العصري”، كما يلقبه بعض نشطاء الفيس بوك، “لا بد من الاعتراف أيضا بأن السياق التاريخي لإنجاز هذا العمل، جعله يتضمن عددا من الروايات التي تصادم العقل والإنسانية والمقاصد العليا للدين، فلا يمكن اليوم القبول بروايات تتحدث عن سجود الشمس تحت العرش عند غروبها، أو عن اجتماع القردة لرجم قردة زنت، ولا بروايات تهين المرأة وتجعلها نذير شؤم كالفرس والدار، أو تجعلها قرينة للكلب والحمار في إبطال الصلاة، أو تستهين بقدرتها في تولي المسؤوليات، أو تجعلها دون الرجل في الحقوق والاعتبار، ولا بروايات تبيح قتل المخالف وتعارض كل النصوص القرآنية والمبادئ الإنسانية الضامنة لحق الإنسان في الحياة، ولا بروايات تتعارض ومفهوم النبوة كأحاديث السحر والمسيح الدجال”.

موضوع الإرث

موقف عبد الوهاب رفيقي من الإرث ودعوته إلى المساواة في الميراث بين الرجل والمرأة، جر عليه الكثير من الانتقادات، بلغت حد طرده من هيأة “رابطة علماء المغرب العربي”، بل وتلقيه تهديدات بالقتل.
واعتبر أبو حفص أن ”الأحكام القرآنية غير قابلة للتغيير”، بينما الواقع يثبت أن ”الصحابة وعلى رأسهم الخلفاء الراشدين غيروا نصوصا قرآنية صريحة في القرآن”، منها أن عمر ابن الخطاب، ثاني هؤلاء الخلفاء ”أوقف حد السرقة وقسمة الغنيمة، رغم ورود نصوص قرآنية قطعية في هذا الباب”، موضحا أن ما أقدم عليه الصحابي المذكور ”وافق عليه الجميع لأن أسباب النزول قد تغيرت”.
واعتبر رفيقي أن أحكام الإرث كانت ”ثورية” في عصرها ووقتها، بينما اليوم هناك حاجة إلى ”أن نرتقي بهذه التشريعات نظرا لكثير من المتغيرات الاجتماعية”، مما يتطلب فتح حوار ”جدي ونقاش حول موضوع الإرث”، وهي المسألة التي أثارت حفيظة عدة أفعال وأسماء لم يرقها الأمر، حسب أبو حفص.