• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الخميس 09 فبراير 2017 على الساعة 10:01

الأوفشوريع!

الأوفشوريع! رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

 

الحمد لله، لسنا وحدنا من يعشق الريع. الفرنسيون أيضا، وهم أساتذتنا في الآداب وفي العلوم، وفي الأنوار وفي الديمقراطية، وفي العطور وفي الإيتيكيت، يسكنهم هذا الحب الفطري لـ”حاجة الفابور”. ربما منهم انتقل الفيروس إلينا. الفرق بين ريعهم وريعنا يكون في الخواتم فقط، فهم يسجلون بفضائح زعمائهم نقطا لصالح “الاطمئنان الديمقراطي”، فيبهدلونهم ويجعلون منهم عبرة لمن لا يعتبر، ونحن بفضائح مسؤولينا نزيد الطين بلة وزلة وعلة، ونجعل منها “هبرة لمن لا يَهتبر”.
لا بأس، رب ضارة نافعة، ومصائب قوم عند قوم فوائد. على الأقل لن يزايدوا علينا في شيء بعد اليوم، ولن نشعر بالخجل أمامهم بسبب ما يحدث عندنا وبيننا، وإن تجرأ أحدهم، يوما ما، على الإشارة إلينا بسوء، أو فكر، مجرد التفكير، في اللمز والغمز في حقنا، سنرد عليه: “حتى أنتم الفرنسيون مثلنا، وسيروا شطبوا باب داركم عاد شوفو باب الجيران”. سنواجههم، بكل ما أوتينا من ثقة في النفس، بأنهم ليسوا أفضل منا ولا مؤهلين لتقديم الدروس، بل نحن من يحق لنا ذلك، ويجوز لنا ذلك، ونملك المؤهلات لذلك، ورحم الله من عرف قدر نفسه… رغم ذلك!
بحكم الخبرة الوفيرة، والتراكم الوفير، والحنكة الوفيرة، سنبيع لهم “لو سافواغ فيغ” في هذا المجال، وسنقلب قاعدة التعاون شمال جنوب، ومثلما يستنبتون عندنا شركات “الأوفشورينغ” ليبيعوا الخدمات سنبدع نشاطا جديدا هو “الأوفشوريع”، وعوض أن نصدر لهم الأدمغة وحدها، سنصدر لهم البطون التي لا تشبع، والقلوب التي لا تقنع.
نبدأ بفرانسوان فيون. الزغبي جات فيه الدقة. الجميع يتشفى ويشمت فيه، والجميع تنكر له، كما لو أنه ارتكب جرما لا يغتفر. هو لم يفعل إلا ما نفعله نحن منذ عقود. الرومانسي المسكين رق قلبه لنصفه الثاني، فوضعها أمامه، والمسكينة كانت مع نصفها الثاني تكد لتكسب المال الحلال في نهاية الشهر.
كان يحلم بأن يصير رئيسا لفرنسا، لكن الأيادي الغاشمة لأعداء النجاح امتدت إليه مع سبق إصرار وترصد حتى تكسر نجاحه وجناحه، ويبدو أنها نجحت.
ما الضرر في أن يكون نصفك الثاني موظفا، شبحا أو حتى ملاكا؟هذا بحث عن “الاكتمال” فقط!
مرحبا بك في المغرب. فهذا أمر جاري به العمل عندنا، بل هو من قواعد العمل السياسي، وليس شرطا أن يكون المستفيد نصفك الثاني، فقد يكون “الرابعة” كلها، واللي عندو مو فالعرس ما يباتش بلا عشا. معذرة موسيو فيون يصعب أن نترجم هذه العبارة. هي أقرب إلى “باك صاحبي”.
الخطأ أنك لم تستفد من التجربة المغربية. لم تتواضع لتطلب الخبرة منا. لم تستوعب بعد أن البلد الذي كانت تستعمره بلادك تجاوزكم في هذا المجال.
لو جربت أن تأتي لتستفيد من دورة تكوينية، بدون مقابل، لما وقعت فيما وقعت فيه.
كان يكفيك أن تزور أي حزب، أو شبيبة، أو جماعة، أو جمعية في زقاق صغير، لتعاين الإبداع في الريع، لكنكم أنتم معشر الفرنسيين متكبرون متعالون متعجرفون، وتعتقدون أنكم الأذكى.
إلا الريع يا سيد فيون، نحن أسياد العالم فيه.
هنا سنعلمك كيف تستفيد دون أن يتحدث عنك أحد، وإن تحدث عنك أحد لن يحاسبك أحد، فما أن تصير وزيرا أو برلمانيا أو رئيس جماعة أو مدير مؤسسة عمومية حتى تصير بين يديك “كارط بلونش”‘ توظف من شئت، ومتى شئت، وبما شئت، وسيأتي بعدك وزير الوظيفة العمومية ليقول إن مطاردة الموظفين الأشباح مهمة صعبة.
الريع “فيون” الشعوب يا سيد فيون. بون كوغاج.

#مجرد_تدوينة