تتواصل بوتيرة مكثفة في عدة أقاليم، جهود التلقيح ضد داء الحصبة، المعروف ب”بوحمرون”، استجابةً للحملة الوطنية التي أطلقتها وزارة الصحة والحماية الاجتماعية منذ أكتوبر 2024، بهدف تعزيز المناعة المجتمعية واستدراك التلقيحات الناقصة للأطفال دون 18 سنة.
وتُعد هذه المبادرة التي شملت مؤخرا إقليم ورزازات على غرار باقي الأقاليم، جزءاً من استراتيجية وقائية شاملة لمواجهة الأمراض المعدية، حيث تعتمد على تعبئة فرق طبية متخصصة لتغطية المؤسسات التعليمية، بدءاً من الثانويات الإعدادية كمؤسستي عبد الرحيم بوعبيد والمجد، مروراً بمراكز صحية مُجهزة لاستقبال الأطفال دون الخامسة.
وتأتي هذه الخطوة بعد تحضيرات ميدانية شملت حملات توعوية مكثفة، نفذتها أطر تربوية وصحية لشرح أهمية اللقاحات وطمأنة الأسر.
وتمكنت الحملة من تحقيق تقدم ملحوظ بفضل التعاون الوثيق بين القطاعات الحكومية والجهات المحلية، حيث عملت المديرية الإقليمية للصحة مع شركاء من وزارتي التربية الوطنية والداخلية على تسهيل وصول الفِرق الطبية إلى الفئات المستهدفة، مع التركيز على المناطق النائية.
وتم تسخير موارد لوجستية وبشرية كبيرة، مثل توفير سجلات التلقيح الإلكترونية وتنظيم جولات ميدانية لمراجعة الدفاتر الصحية، مما ساهم في رصد الحالات التي تحتاج إلى جرعات معززة أو استدراكية. كما أولت الحملة اهتماماً خاصاً بتلقيح الفئة العمرية الأصغر سناً، عبر تخصيص عيادات متنقلة لضمان شمولية التغطية دون إرباك الأنشطة الدراسية.
ووفق المصدر نفسه، لا تقتصر الحملة على مرض الحصبة فحسب، بل تشمل أمراضاً أخرى مثل شلل الأطفال والدفتيريا والسعال الديكي، تماشياً مع الجدول الوطني للتلقيح.
وتستند هذه الخطوة إلى بيانات وبائية تُظهر أهمية تعزيز الحماية الجماعية، خاصة في ظل تزايد تحركات السكان عالمياً وارتفاع احتمالات تفشي الأوبئة.
ومن خلال هذه الجهود، تسعى السلطات الصحية إلى بناء جيلٍ يتمتع بمناعة قادرة على مواجهة التحديات الصحية المستقبلية، مع الحفاظ على معدلات تغطية تلقيحية تتجاوز 95%، وهي النسبة المُوصى بها عالمياً لقطع سلسلة انتشار الأمراض المعدية.