دعا وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار عز الدين الميداوي، إلى إعادة الاعتبار للمختبر الجامعي كمكوّن أساسي في المنظومة العلمية الوطنية، بهدف تعزيز البحث التطبيقي الذي من شأنه دعم المقاولة المغربية ارتباطاً بتأهيل الكفاءات والتشغيل والاستثمار.
وأكد الميداوي، خلال مداخلته في أشغال الندوة الوطنية التي احتضنها مجلس المستشارين في الرباط، أمس الثلاثاء (10 يونيو) 2025، أن الجامعة لم تعد مجرد مؤسسة لتلقين المعرفة النظرية، بل أصبحت مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بـتكوين أطر ذات كفاءة عالية قادرة على الاندماج السريع في النسيج الاقتصادي، بفضل امتلاكهم لآليات الابتكار والتكيف مع بيئات العمل المتغيرة.
وقال الوزير، خلال الندوة الموسومة بعنوان: “الاستثمار والتشغيل والتحول البنيوي في المغرب: نحو حكامة ترابية جديدة دامجة”، إن تنافسية المقاولة المغربية لم تعد قضية ظرفية، بل “مسألة استراتيجية وجود”، ما يجعل من تعزيز العلاقة بين الجامعة والمقاولة إحدى أولويات السياسات العمومية في مجال البحث والابتكار.
وفي السياق ذاته، شدد على ضرورة وضع سياسة وطنية متكاملة للابتكار ونقل التكنولوجيا، تستند إلى رؤية واضحة تتيح إدماج البحث العلمي التطبيقي في الدينامية الاقتصادية الوطنية، معتبرًا أن المختبر الجامعي يمكن أن يكون محركًا حقيقيًا لهذا المسار.
وأوضح الميداوي أن المملكة تسير بخطى واثقة نحو ترسيخ هذا النموذج، بفضل التوجيهات الملكية السامية ومشاريع التنمية الكبرى التي يطلقها الملك محمد السادس، مضيفًا أن الانخراط الجماعي في ورش تحديث التعليم العالي والبحث العلمي يمثل نقطة تحول نحو تموقع تنافسي للمغرب على المستويين الإقليمي والدولي.
جدير بالذكر، أن هذه الندوة الوطنية تهدف إلى تحليل الروابط بين الاستثمار والتشغيل وتأهيل الكفاءات والحكامة الترابية، وبلورة توصيات عملية قادرة على رفع تحديات التنمية المستدامة، من خلال مقاربات اقتصادية واجتماعية متقاطعة.