وكالات
أثار نبأ إعدام رجل الدين الشيعي البارز، نمر النمر، في السعودية، حالة من الغضب والاستياء، حيث اقتحم متظاهرون غاضبون مقر السفارة السعودية في العاصمة الإيرانية طهران، وأشعلوا حرائق بداخلها قبل أن تفرقهم الشرطة، حسب وكالة الطلبة الإيرانية.
وأظهرت الصور المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي محتجين إيرانيين يقتحمون مبنى السفارة بينما تشتعل النيران في أحد أجزاء المبنى.
ورغم أن الرئيس الإيراني، حسن روحاني، أدان إعدام الشيخ النمر ووصفه بأنه “غير إنساني”، إلا أنه دعا إلى “معاقبة المتشددين” الذين اقتحموا مقر السفارة السعودية وأشعلوا فيه النيران.
ووصف روحاني الهجوم على السفارة السعودية بأنه “غير مبرر”.
كما أدان آية الله علي السيستاني، المرجع الشيعي الأعلى في العراق، إعدام النمر.
وقال السيستاني، في رسالة وجهها إلى سكان القطيف في المنطقة الشرقية في السعودية، “تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد جمع من إخواننا المؤمنين في المنطقة الذين أريقت دماؤهم الزكية ظلما وعدوانا ومنهم العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه”.
وكان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية نشر رسما كاريكاتوريا على موقعه على الإنترنت يشبه ممارسات النظام القضائي في السعودية بممارسات تنظيم “الدولة الإسلامية”.
وردت السعودية بدورها باتهام إيران بدعمها للإرهاب، ما أدى إلى تصاعد التوتر الدبلوماسي بين البلدين بعد إعدام النمر.
ووصفت السعودية إيران بأنها ترعي الإرهاب “بلا حياء” وتهدد استقرار المنطقة.
وقال بيان لوزارة الخارجية، نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن “إيران هي آخر نظام في العالم يمكن أن يتهم الآخرين بدعم الإرهاب بالنظر إلى أن إيران دولة ترعى الإرهاب وأدانتها الأمم المتحدة والكثير من الدول”.
وأضاف البيان أن “النظام في إيران يتشدق بلا حياء بالحديث عن حقوق الإنسان، حتى بعد إعدام المئات من الإيرانيين العام الماضي بلا أسباب قانونية واضحة”.
قلق أمريكي
وعبرت الولايات المتحدة عن قلقها من أن يؤدي إعدام الشيخ النمر إلى مزيد من التوتر الطائفي، بينما يحتاج الوقت الحالي إلى خفض ذلك التوتر.
وحثت وزارة الخارجية الأمريكية زعماء المنطقة على مضاعفة جهودهم لخفض التوتر.
كما طالبت الخارجية الأمريكية السعودية باحترام حقوق الإنسان والسماح بالتعبير السلمي عن المعارضة.
من جانبه، أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، عن “فزعه الشديد” بسبب إعدام نمر و46 شخصا آخرين.
وقال متحدث باسم بان كي مون في بيان إن “الشيخ النمر وعددا من السجناء الآخرين الذين أُعدموا أدينوا بعد محاكمات أثارت قلقا عميقا بشأن طبيعة الاتهامات ونزاهة العملية”.
وكانت وزارة الداخلية السعودية أعلنت أمس السبت (2 يناير) تنفيذ حكم الإعدام في 47 شخصا من بينهم الشيخ النمر.
واتهمت السعودية الشيخ النمر بالإرهاب، إلا أن مؤيديه يقولون إنه أُعدم بسبب دعمه للاحتجاجات السلمية ضد العائلة المالكة.
