أنس فوبار
لم يكن يتوقع ابن الريف أن يحقق ما وصل إليه لحدود الساعة في مسيرته الكروية وهو على أعتاب 19 سنة، بعدما بدأ مشواره الكروي بنادي أتلتيكو مدريد الذي خطفه ثم أعاره إلى فتيان نادي رايو ماخادا هوندا (في منطقة مدريد)، قبل أن ينتقل لأكاديمية “لاماسيا” في صيف عام 2011، حينها بدأت الحكاية..
الحديث هنا عن الحدادي، واسمه الكامل هو “منير محمد الحدادي”، رأى النور فاتح شتنبر سنة 1995 في مدينة سان لورينزو دو الإيسكوريل، القريبة من العاصمة الإسبانية مدريد، من أب مغربي ينحدر من مدينة الحسيمة وعاش بمدينة الفنيدق، و أم إسبانية من مدينة مليلية، التي هاجرت إلى مدريد.
كسائر نجوم المستديرة، بدأ منير يداعب الكرة في الشوارع، قبل أن يقوم والده بتسجيله في أحد الأندية ولعب في الفئات الصغرى لنادي “غلاباغر”، قبل أن ينضم لفريق الناشئين لنادي أتلتيكو مدريد عام 2010 الذي فضل إعارته في نفس السنة لنادي ماخاداهوندا ، حينها برز الحدادي بشكل لافت بتسجيله في موسم واحد لـ32 هدفاً في 29 مباراة، ما جعله يجلب انتباه الأندية الأوروبية الكبيرة على غرار مانشستر سيتي الإنكليزي وريال مدريد و برشلونة الإسبانيين، لكن منير فضل الإنضمام للنادي الكاتالوني في صيف 2011 لمواصلة تكوينه ضمن مدرسته الذائعة الصيت “لاماسيا”.
ولعب منير في بداياته ب”لاماسيا” كجناح أيسر، وكان أداءه رائعا، حيث قاد فريقه للتتويج بالدوري الوطني و كأس كتالونيا بتسجيله لـ22 هدفا.
وبعد عامين من التنقل ضمن الفئات العمرية للبارسا، وقع منير على أول عقد احترافي له في صيف 2013 مع النادي برشلونة الرديف، لكن لن يشارك منير في أول مبارة رسمية له مع الفريق إلا يوم فاتح مارس 2014، حيث شارك في دوري الدرجة الثانية الإسباني، وقاد فريقه إلى التتويج بدوري أبطال أوروبا لكرة القدم للشباب (أقل من 19 سنة) ونال لقب هداف المسابقة برصيد 11 هدفا.
وبعد أيام معدودة، قرر مدرب المنتخب الإسباني تحت 19 عاما، لويس ديلافوينتي، استدعاءه لحمل قميص الماتادور الإسباني.
ولم يمر هذا التألق اللافت بدون مكافأة خاصة للاعب، بتوقيعه على عقد جديد مع نادي برشلونة يمتد إلى غاية يونيو 2017، بالإضافة إلى تحقيق حلمه و اللعب للفريق الأول لنادي برشلونة ومجاروة مثاله الأعلى ليونيل ميسي، وذلك بعدما أعجب لويس إنريكي، المدرب الجديد للبلوغرانا بأداء اللاعب المغربي. ليشارك في أول مبارة رسمية له بقميص برشلونة يوم الأحد الماضي أمام إلتشي الإسباني برسم الجولة الأولى من الليغا، حينها بصم منير على أداء متميز وتمكن من تسجيل الهدف الثاني لفريقه، بينما سجل الهدفين الآخرين الأرجنتيني ليونيل ميسي.
تجدر الإشارة إلى منير الحدادي يحمل الجنسيتين المغربية و الإسبانية، ومن دون شك فإن الشارع المغربي يطرح أكثر من علامة استفهام حول المنتخب الذي سيختاره منير لتمثيله خلال الإستحقاقات القادمة، إلا أن الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تسعى جاهدة لإقناع اللاعب لضمه إلى المنتخب الوطني و المشاركة في كأس أمم إفريقيا 2015 المقررة بالمغرب.