“الإرهاب إجرام، والإجرام إرهاب، لا فرق بينهما”، العبارة الشهيرة لعبد الحق الخيام، الرئيس السابق للفرقة الوطنية الشرطة القضائية، المكلفة بالقضايا المعقدة والحساسة للدولة، الذي لبى صباح اليوم الثلاثاء (23 غشت)، نداء ربه، بعد صراع مع مرض ألزمه الفراش منذ أبريل الماضي.
الخيام.. ابن درب السلطان
ولد عبد الحق الخيام في المغرب عام 1958 في حي درب السلطان في مدينة الدار البيضاء.
أنهى دراسته في كلية العلوم الشرطية ليباشر العمل في السلك الأمني، قبل أن يغيبه الموت صباح اليوم الثلاثاء.
تدرج في المهام والمسؤوليات
تدرج عبد الحق الخيام في سلك الجهاز الأمني، بعد تخرجه من المعهد الملكي للشرطة، وعمل بمصالح الشرطة القضائية لعدة مناطق أمنية بالدار البيضاء، إلى أن استقر به المقام بالفرقة الوطنية للشرطة القضائية في فترة حساسة سنة 2004، وذلك عقب تفجيرات 16 ماي الإرهابية سنة 2003، التي استهدفت الدار البيضاء.
في شهر يناير من عام 2015، تمت ترقية عبد الحق الخيام إلى رتبة والي أمن، ليتم في العام ذاته تعيينه مديرا للمكتب المركزي للأبحاث القضائية “البسيج” التابع للمديرية العامة للأمن الوطني، ليصبح الرجل الأول في هذا المنصب.
وفي عام 2020 جرى تعيين الخيام مستشارا للمدير العام للمديرية العامة للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي.
عهد الخيام.. إنجازات “البسيج”
الراحل عبد الحق الخيام رفع التحدي، وقاد أقوى جهاز أمني في المغرب بمساعدة رفاقه من الكفاءات الأمنية، في فترة عصيبة كانت تشهد انتشار الجماعات المتطرفة في جميع أنحاء العالم.
ومباشرة بعد الإعلان الرسمي عن خلق المكتب المركزي للأبحاث القضائية، أعلن عبد الحق الخيام عن تفكيك خلية إرهابية كانت تتأهب لاغتيال شخصيات سياسية ومدنية وعسكرية مغربية “باسم داعش”، بعد أن كانت مصالحه إلى جانب عناصر من “الديستي” تتعقب خيوطهم لأزيد من خمسة أشهر.
وبفضل كفاءة الخيام، أصبح “البسيج” من بين الأجهزة الأمنية الدولية، التي يحسب لها ألف حساب، إذ يتوصل بطلبات التعاون وتبادل الخبرات والمعطيات من مختلف المصالح والأجهزة الأمنية حول العالم، باصما على سمعة ومصداقية لا مثيل لها.