احتفى إقليم الفقيه بن صالح، بالذكرى العشرين لإطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، من خلال فعاليات احتفالية ستتواصل إلى غاية 30 ماي الجاري، تحت شعار: “20 سنة في خدمة التنمية البشرية”، وذلك في إطار تسليط الضوء على التحولات العميقة التي أحدثها هذا الورش الملكي منذ انطلاقه سنة 2005.
وشكّل لقاء بهذه المناسبة، ترأسه عامل الإقليم محمد قرناشي، أول أمس الاثنين (19 ماي) لحظة بارزة في انطلاقة هذه الفعاليات، حيث أكد على أهمية المشروع في النهوض بالعالم القروي، وترسيخ قيم العدالة الاجتماعية، وتحسين ظروف عيش الساكنة، مشددا على دور التعبئة الجماعية والرؤية المتبصرة في تحقيق هذه الأهداف.
دعم التعاونيات وتمكين الشباب
وحسب المعطيات التي كشف عنها نبيل بوشو، رئيس قسم العمل الاجتماعي بعمالة الإقليم، فإن عدد المشاريع المنجزة بلغ 1573 مشروعا، باستثمار يفوق 618,5 مليون درهم، موزعة على ثلاث مراحل.
وشملت هذه المشاريع مجالات متعددة أبرزها التعليم، الصحة، الإدماج الاقتصادي، ودعم الفئات الهشة.
وأوضح المسؤول نفسه أن المرحلة الأولى عرفت إنجاز 53 مشروعا استفاد منها أكثر من 41 ألف شخص، في حين شهدت المرحلة الثانية تنفيذ 704 مشاريع لفائدة ما يزيد عن 548 ألف مستفيد. أما المرحلة الثالثة، فقد تميزت بإنجاز 816 مشروعاً، ساهمت في تحسين ظروف عيش حوالي 635 ألف شخص، ليصل العدد الإجمالي للمستفيدين خلال عقدين إلى حوالي مليون و225 ألف مستفيد مباشر.
وإلى جانب دعم أزيد من 180 تعاونية، منها 76 تعاونية نسائية، ركزت المبادرة بالإقليم على برامج دعم التمدرس، أبرزها “مليون محفظة”، وتمويل أكثر من 220 فكرة مشروع لفائدة مقاولات الشباب، في إطار مقاربة تشاركية ترتكز على التأطير والمواكبة نحو الإدماج الاقتصادي والاجتماعي.
وشهد قطاع الصحة بدوره دينامية لافتة من خلال بناء وتجهيز مراكز صحية ودور ولادة، وتنظيم قوافل طبية متنقلة، وتزويد المراكز بتقنيات حديثة ساهمت في تحسين جودة الخدمات، والحد من وفيات الأطفال، ورفع متوسط العمر بالإقليم، حسب المصدر ذاته.
برنامج متنوع وملتقى جهوي للعمل الاجتماعي
وتتواصل الفعاليات بتنظيم زيارات ميدانية لمشاريع رائدة، من بينها “مركز انفتاح الأطفال والشباب” ووحدات التعليم الأولي، فضلا عن معرض للأنشطة المدرة للدخل، ودوري مدرسي في كرة السلة بشراكة مع جمعية TIBU Maroc، إلى جانب تنظيم المنتدى الجهوي الأول للعمل الاجتماعي، بتنسيق مع جامعة السلطان مولاي سليمان، بمشاركة أكاديميين وفاعلين في الحقل الاجتماعي.
ومن جانب آخر، يعد إقليم الفقيه بن صالح من بين المناطق ذات الأولوية بالنظر إلى ارتفاع معدلات البطالة والهجرة غير النظامية، وهو ما جعل من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية رافعة استراتيجية لمعالجة هذه الإشكالات، وخلق بدائل واقعية ومستدامة، انعكست إيجابا على مؤشرات التنمية والاستقرار المحلي.
