• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
الأربعاء 21 يونيو 2017 على الساعة 22:34

أسئلة على هامش “الحراك”…

أسئلة على هامش “الحراك”… رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani
رضوان الرمضاني facebook.com/ridouane.erramdani

 

في الظاهر هناك سؤال رئيسي واحد: لماذا الاحتجاجات، بهذا الشكل وفي هذا التوقيت وبهذا الحجم، في الحسيمة؟

ومع السؤال الواحد، في الظاهر، تتنوع الأجوبة وتتعدد القراءات، ويستفيض المحللون والمراقبون والفضوليون في الشرح والتفسير والتأويل وما جاور ذلك، فيما الراكبون مستمرون في التشفي، هوايتهم الأبدية تحت يافطة المعارضة والنقد، أما كثير من المعنيين المباشرين بالأزمة فراكنون إلى الصمت، هاربون من المسؤولية يتقاذفونها بينهم، ويكادون يسمون أنفسهم، هم أيضا، ضحايا يحتاجون الخروج في مسيرات احتجاج، وبذلك بدل أن يكونوا جزءا من الحل يصيرون جزءا من الأزمة!

هكذا يتم تعويم الأزمات وتفويت فرص العلاج، فالهروب من الأسئلة ليس إلا من علامات الجبن والكذب على الذات، ومن علامات مقاومة فاشلة لمرض لا يتوقف عن التهام الجسد.

وحين تغيب النخبة التي تطرح الأسئلة، أو تفعل ذلك من باب الرغبة في الإحراج فحسب، تتقاعس النخبة المفروض فيها أن تجتهد في الجواب.

في العمق هناك الكثير من الأسئلة، منطلقها احتجاجات الحسيمة ومطالب الخارجين إلى الشارع هناك، لكن فروعها تغطي أرض الوطن الممتد، جغرافيا، من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب، والممتد، نفسيا، بمزيج من الأحاسيس المتناقضة، انتماء وشعور بالغبن والحگرة وأمل وتفاؤل وتشاؤم وحيرة وكثير من الانتظار.

في العجلة الندامة وفي التأني السلامة، ليس على الطريق فحسب، بل حتى في البحث عن الأجوبة على الأسئلة الكبرى.

نحتاج الجرأة في طرح الأسئلة المناسبة قبل أن نبحث عن أجوبة متسرعة على أسئلة متسرعة مغلوطة. وهذا الفيروس الخبيث المسمى “السي الإجماع”، الحاضر في كل ما لا ينبغي أن يكون حوله إجماع، يرهن البلاد في زاوية ضيقة، وحين يحتاج الوطن إلى الاختلاف المنتج، وليس الاختلاف المعجون بالتفرقة، نكتشف أن الفكرة نفسها تأتي من الجميع، وهذا هو الفقر المخيف.

فلنسأل إذن:

لماذا صرنا بكل هذا العنف المعنوي، نحترف السباب والصراخ والتصنيفات الجاهزة البالية؟

لماذا نبدو أحيانا غير مبالين بهذا الوطن؟

لماذا نتخيل أنه يعاقبنا فنعاقبه أو نبخل عليه؟

لماذا نخجل من أن نحبه لكننا نتباهى ونتفاخر بالبحث عن عيوبه؟

لماذا نبدو “موضوعيين” معه حد الإجحاف في حقه؟

لماذا لا نصدقه؟

لماذا نتوجس منه؟

لماذا لا يشعر بنا؟

لماذا نرفض كل ما يأتي منه؟

لماذا نتخيله ظالما؟

لماذا نتعامل بمنطق “معنا ولا مع لخرين”، فلا نستمع إلى فكرة، ولا نرد بفكرة، ولا نطلب فكرة؟

لماذا التخوين والتسفيه كل مرة؟

لماذا الهروب من الحقيقة؟

لماذا نترك الغضب يكبر في الصدور صامتا حتى إذا صار صوتا وشعارا، وسعارا، هرولنا إلى التعبير عن حسن النية؟

لماذا يهرب الجميع من المسؤولية ويلتقي الجميع في اقتسام الغنائم تحت مسميات كثيرة؟

لماذا كل هذه الهوة بين الوطن والمواطن؟

لماذا يبدو الوطن شحيحا قاسيا مع الأغلبية وكريما رؤوفا مع القلة؟

لماذا تبدو هذه القلة أنانية بهذا القدر؟

لماذا تبدو لا مبالية؟

لماذا تحب السكوت؟

لماذا يبدو الوطن فقيرا محتاجا مع العامة ويظهر أنيقا راقيا ميسورا مع البعض؟

لماذا نحترف السير بسرعات؟

لماذا نحن مترددون على البناء قادرون على الهدم بانتشاء؟

لماذا نحن قادرون على إطلاق المشاريع الضخمة لكننا عاجزون عن فك العزلة عن دوار صغير؟

لماذا يبدو الوطن عاجزا إلى هذا الحد؟

لماذا تبدو هذه النخبة السياسية معطوبة مشوهة بلا مصداقية؟

لماذا تتكلم لمجرد الكلام؟

لماذا يتوارى المثقفون؟

لماذا نشعر كما لو كنا فريق ملائكة وفريق شياطين؟

لماذا كل هذا الفراغ؟

لماذا ولماذا ولماذا…؟

هذه مجرد أسئلة، بلا ترتيب. هي أسئلة للاستئناس فحسب… فلا حرج على من يطرح السؤال.

 

#مجرد_تدوينة