• مصر.. حاتم عمور في ضيافة السفير المغربي
  • الإعدام لـ”ولد الفشوش” قاتل الشاب بدر.. آش قالو المغاربة؟
  • بعد مرور سنوات على استقرارها في كندا.. سناء عكرود تعود للعيش في المغرب
  • “جازابلانكا”.. الفرقة البريطانية الشهيرة “UB40” تحتفل بعيد ميلادها ال45 رفقة جمهور البيضاء
  • إجراءات جديدة.. وزارة الثقافة تحصن التراث المغربي ضد السطو
عاجل
السبت 19 سبتمبر 2015 على الساعة 13:33

أحمد الشرعي على هافينغتون بوست: المغرب/ فرنسا.. عن البعد الإنساني

أحمد الشرعي على هافينغتون بوست: المغرب/ فرنسا.. عن البعد الإنساني

أحمد الشرعي

أحمد الشرعي
الزيارة التي يقوم بها الرئيس الفرنسي، فرونسوا هولاند، إلى المغرب نهاية هذا الأسبوع، تبرز أولا و قبل كل شئ، علاقات التعاون الفرنسي المغربي الممتازة في كل المجالات و الميادين. فباريس تظل الشريك التجاري الأول للمغرب، لكن اليوم، هذه الشراكة مدعوة لأن تنخرط في رؤية قارية. فرؤية الملك محمد السادس التي تهم تنمية التعاون جنوب – جنوب، تجعل من المغرب بوابة أفريقيا.
الفاعلون الاقتصاديون في البلدين لم يفوتوا الفرصة، و ضاعفوا الشراكات من أجل الحصول على حصص في السوق الافريقية.
و في إطار نفسه، التعاون الأمني وصل مستويات أكثر من مرضية، سواء تعلق الأمر بمحاربة التطرف أو الجريمة المنظمة. تفكيك الشبكات مع مصادرة المحجوزات المهربة بفضل التنسيق و التعاون، كان موضوع اشادة من طرف السلطات العليا في البلدين.
في الأساس، العلاقات المغربية الفرنسية لها عمق تاريخي يطبعه تبادل إنساني، وهجرات في الاتجاهين منذ قرن و نصف. النتيجة، مغاربة يصنعون الحدث بفرنسا ، وكذلك، رغم أن الأمر غير معروف كثيرا، مسؤولون فرنسيون كبار ولدوا و ترعرعوا في المغرب.
نجاة فالو بلقاسم، صاحبة الكاريزما القوية، ووزيرة التربية الوطنية الفرنسية الحالية. رشيدة داتي، حارسة الأختام ووزيرة العدل السابقة والقيادية اللامعة في اليمين الفرنسي. مريم الخمري، وزيرة التشغيل الجديدة. أسماء من بين أخرى تنضاف للائحة الفنانين و المقاولين و رجال الأدب.
من المهم إظهار مساهمة الفرنسيين من أصل مغربي من زاوية جديدة. هذه المساهمة هي أولا إنسانية، و تشكل اجابة لكل من يروجون لخطابات الخوف والانغلاق. المغاربة الذين اختاروا الاستقرار في فرنسا يقدمون إضافاتهم وإمكاناتهم لبلد الاستقبال، ولكن أيضا حساسية مختلفة، تغني ميدان اشتغالهم، دون أن يؤثر ذلك سلبا، على ما شكل روح فرنسا منذ ثورتها.
هيوبير فيدرين، وإيريك بيسون، ودومينيك دو فيليبان، وإليزابيت غيغو، وأيضا آخرون كثر، احتضن المغرب طفولتهم، وأحيانا، عاشوا شبابهم في المغرب.
إلى اليوم، يشكل الفرنسيون أهم جالية أجنبية في المغرب، وهم حاضرون في كل القطاعات، يساهمون بطريقة مقدرة في بناء مرحلة ما بعد الاستفلال. أمثلة، مهندس فرنسي هو من قاد أشغال بناء مسجد الحسن الثاني ، متحف حقيقي للتراث المغربي، و قد فعل ذلك في احترام تام لهذا التراث. مهندس فرنسي آخر هو من أشرف على بناء مدينة الصويرة منذ ثلاثة قرون.
من الضروري إذن تعميق التفكير حول مساهمة معطى المبادلات الإنسانية في التعاون بين الدول. الأرقام، الميزان التجاري، الاستثمارات، هي بالتأكيد أشياء مهمة، و لكن ما يضمن استمرارية علاقة ثنائية، في تجاوز للعوامل الجيوستراتيجية ، التي هي بطبيعتها متقلبة، هي المبادلات الانسانية.
وبغض النظر عن التقلبات التي عرفتها العلاقات المغربية الفرنسية عبر تاريخها الطويل، ففي الجانب الفرنسي كما في الجانب المغربي، هناك ميل و إعجاب حقيقي متبادل.
دولاكروا، وإيف سان لوران، والماريشال ليوطي، والفاعل الصناعي دوبراي، كلهم أحبوا المغرب حقيقة، ثقافته و ناسه. الفرنسيون من أصل مغربي لا يخفون حبهم لفرنسا السرمدية، فرنسا حقوق الإنسان، فرنسا الثقافة و الطبخ الرفيع. إنه الاستثمار الأمثل من أجل المستقبل، ويجب أن نجعل من تعزيزه أولوية الأولويات.
في هذا الاتجاه، تنمية وتطوير التبادل الثقافي يشكل رافعة مهمة، و محرك حقيقي نحو تحقيق هذا الهدف. لكن للأسف، هذا الأمر لا يحضى حاليا بالأهمية التي يستحق.