تناول أبو وائل الريفي، في مقاله الأسبوعي “بوح الأحد” على موقع “شوف تيفي”، تداعيات العفو الملكي الأخير الذي أخرج جماعة العدل والإحسان ومن أسماه بـ”الطوابرية” من حالة السكون وأدى إلى تصاعد توترهم السياسي.
ويرى الكاتب، في مقال حمل عنوان “غلمان العدل والاحسان يكشفون الجذر الشيعي للجماعة وأشياء أخرى“، أن العفو الملكي السامي جاء في توقيت حرج وفضح ضعف الجماعة في قدرتها على مواجهة الرأي الآخر بالحجج، مما دفعهم إلى التصعيد واستخدام لغة الهجوم والتهديد، مشيرا إلى أن ردود الفعل الصادرة عن جماعة العدل والإحسان كانت ممنهجة ومدروسة، حيث أظهرت هذه التحركات ارتباطها بجذور فكرية تنتمي إلى الفكر الشيعي، الذي يعكس تطرف الجماعة في التوجه والسلوك، ويؤكد أن هذه التحركات ليست عفوية بل موجهة من أعلى مستويات القيادة داخل الجماعة، والتي تسعى من خلالها إلى إثارة الفوضى وزعزعة استقرار الدولة.
ويؤكد الكاتب أن خروج جماعة العدل والإحسان من قوقعتها جاء نتيجة شعورها بالتهديد وفقدانها للثقة بعد العفو الملكي، الذي نال رضا الرأي العام الوطني والدولي، ويشير إلى أن هذا العفو لم يكن متوقعا من قبل الجماعة، حيث أنها دائما ما تبني سردياتها على مظلومية مزعومة وتروج لفكرة الحرب ضد “المخزن”، ومع ذلك، يقول الكاتب، فإن العفو شمل حتى بعض أعضاء الجماعة، مما جعلها في موقف حرج أمام أتباعها.
وفي تحليله لتصرفات الجماعة، يؤكد أبو وائل الريفي أن القيادة العدلاوية ارتكبت خطأ استراتيجيا في التعامل مع العفو الملكي، مما أدى إلى تفاقم الوضع داخل الجماعة وزيادة حدة التوتر بين أعضائها، معتبرا أن هذا الفشل في قراءة الواقع دفع الجماعة إلى التصعيد والتطاول على مؤسسات الدولة.
كما يناقش الكاتب الفشل المتكرر للقيادة العدلاوية في استيعاب التحولات التي يشهدها المغرب، مشيرا إلى أن الجماعة ما زالت متشبثة بأفكارها القديمة وغير مستعدة لإجراء أي مراجعات حقيقية، ويضيف أن هذا الموقف المتصلب يظهر افتقار الجماعة للقدرة على التطور والتكيف مع المتغيرات السياسية والاجتماعية في المغرب.
ولفت أبو وائل الريفي الانتباه إلى الدور السلبي الذي يلعبه بعض الشخصيات في تأجيج الفتنة داخل المغرب، حيث أنهم يستغلون أي فرصة لزرع الفتنة والتشويش على إنجازات الدولة، ويرى الكاتب أن هؤلاء الأشخاص يفتقرون إلى المسؤولية الوطنية ويدفعون بالبلاد نحو مزيد من التوتر والانقسام.
وفي سياق حديثه عن التطورات السياسية الداخلية، لم يغفل أبو وائل الريفي الإشارة إلى الدور المحوري الذي تلعبه الأجهزة الأمنية المغربية في مكافحة الإرهاب والحفاظ على استقرار البلاد، والذي نال إشادة دولية واسعة، بما في ذلك من الولايات المتحدة الأمريكية، التي تثمن جهود المغرب في تأمين المنطقة وتعزيز الأمن الإقليمي. هذه النجاحات تعكس قوة المغرب وصلابته في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية، وتؤكد أن البلاد تسير بخطى ثابتة نحو تعزيز مكانتها على الساحة الدولية.
في ختام مقاله، يشدد أبو وائل الريفي على أن الدولة المغربية ثابتة في مواقفها ولن تنجر إلى ردود أفعال غير محسوبة، مؤكدا أن المؤسسات الوطنية تعمل في إطار القانون وأن أي تجاوزات سيتم التعامل معها بحزم، ويؤكد أن المغاربة واعون بما يحاك ضدهم من مؤامرات، وأنهم سيظلون ملتفين حول مؤسساتهم الوطنية للحفاظ على استقرار الوطن وأمنه.
لقراءة المقال: “غلمان العدل والاحسان يكشفون الجذر الشيعي للجماعة وأشياء أخرى“